فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥٥٦
الدنانير ينفقها ويشرب بها ويشتري الجواري فكتب الشيعي بخبره إلى المهدي فأمر بحمله موثقا في الحديد فلما دخل على المهدي أنشده * تأوبني ثقل من الهم موجع * فأرق عيني والخليون هجع * * هموم توالت لو أطاف يسيرها * بسلمى لظلت صمها تتصدع * * ولكنها نيطت فناء بحملها * جهيز المنايا حائن النفس يجزع * * وعادت بلاد الله ظلماء حندسا * فخلت دجى ظلمائها لا تقشع * منها * إليك يا أمير المؤمنين ولم أجد * سواك مجيزا منك يدنى ويمنع * * تلمست هل من شافع لي فلم أجد * سوى رحمة أعطاكها الله تشفع * * لئن جلت الأجرام منى وأفظعت لعفوك من جرمي أجل وأوسع * * لئن لم تسعني بابن عم محمد * فما عجزت مني وسائل أربع * * طبعت عليها صنعة ثم لم تزل * على صالح الخلاق والدين تطبع * * تغايبك عن ذي الذنب ترجو صلاحه * وأنت ترى ما كان يأتي ويصنع * * وعفوك عمن لو تكون جزيته * لطارت به في الجو نكباء زعزع * * وأنك لا تنفك تنعش عاثرا * ولم تعترضه حين يكبو ويخمع * * وحلمك عن ذي الجهل من بعدما جرى * به عنق من طائش الجهل أسفع * * ففيهن لي إما شفعن منافع * وفي الأربع الأولى إليهن أفزع * * مناصحتي بالفعل إن كنت نائبا * إذا كان دان منك بالقول يخدع * * وثانية ظني بك الخير عادة * وإن قلت عبد ظاهر الغش مسبع * * وثالثة أتى على ما هويته * وإن كثر الأعداء في وشنعوا * * ورابعه أنى إليك يسوقني * ولائي تولاك الذي لا يضيع * * وإني لمولاك الذي إن جفوته * أتى مستكينا خاضعا يتضرع * * وإني لمولاك الضعيف فأعفني * فإني لعفو منك أهل وموضع * * وإني لمولاك الضعيف فأعفني * فإني لعفو منك أهل وموضع * فقطع عينه المهدي الإنشاد وقال ومن أعتقك يا بن السوداء فأومأ بيده إلى الهدى وقال الأمير يا أمير المؤمنين فقال المهدي لولده موسى أعتقته يا بني قال نعم يا أمير المؤمنين فأمضى المهدي ذلك وأمر بحديده ففك عنه
(٥٥٦)
مفاتيح البحث: الجهل (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 561 ... » »»