فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥٧١
لله در أبيات تأتينا بها ما أحكم أصولها وأحسن فصولها وأقل فضولها فقال إسحاق أخذ الجائزة مع هذا الكلام ظلم وله شعر جيد منه قوله في جارية صالحها * دعى عد الذنوب إذا التقينا * تعالى لا نعد ولا تعدى * منه * ما لي تطاوعني البرية كلها * وأطيعهن وهن في عصياني * * ما ذاك إلا أن سلطان الهوى * وبه غلبن أعز من سلطاني * ومن شعر الرشيد يرثي جاريته هيلانة * أف للدنيا وللزينة * فيها والإناث * * إذ حثا الترب على هيلان * في الحفرة حاثي * * فلها تبكي البواكي * ولها تشجعي المراثي * * خلفت سقما طويلا * جعلت ذاك تراثي * وكان من أميز الخلفاء وأجل ملوك الدنيا كان يصلي في اليوم مائة ركعة إلى أن مات ويتصدق كل يوم من صلب ماله بألف درهم وكان يحب العلم وأهله ويعظم حرمات الله تعالى ولما مات ابن المبارك جلس للعزاء وأمر الناس أن يغزوه واجتمع له ما لم يجتمع لغيره وزراؤه البرامكة وقاضيه أبو يوسف وشاعره مروان بن أبي حفصة ونديمه العباس بن محمد عم أبيه وحاجبه الفضل بن الربيع أتيه الناس وأعظمهم ومغنيه إسحاق بن إبراهيم الموصلي وزوجته زبيدة قال ابن حزم كان يشرب الخمر ولما مات صلى عليه ابنه صالح ودفنه بطوس وذكر الرواة أن الرشيد صنع قسيما من الشعر وهو * الملك لله وحده *
(٥٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 566 567 568 569 570 571 572 573 574 575 576 ... » »»