((550 - نصيب الأصغر)) نصيب الأصغر مولى المهدي كان قد نشأ باليمامة فاشتراه المهدي فلما سمع شعره قال والله ما هو بدون نصيب مولى بني أمية وأعتقه وزوجه أمة وكناه أبا الحجناء وأقطعه ضيعة بالسواد وعمر بعده ومدح هارون بقوله * أللبين يا ليلى جمالك ترحل * ليقطع منا البين ما كان يوصل * * تعللنا بالوعد ثمت تلتوي * بموعدها حتى يموت المعلل * * فلا الحبل من ليلى يواتيك و صله * ولا أنت تنهى القلب عنها فيذهل * * خليلي إني ما يزال يشوقني * قطين الحمى والظاعن المتحمل * * فأقسمت لا أنسى ليالي منعج * ولا مأسل إذ منزل الحي مأسل * * أمن أجل أبيات ورسم كأنه * بقية وحى أو كتاب مفصل * * فيأيها الزنجي ما لك والصبا * أفق عن طلاب البيض إن كنت تقبل * * فمثلك من أحبوشة الزنج قطعت * وسائل أسباب بها يتوصل * * قصدنا أمير المؤمنين ودونه * مهامه موماة من الأرض مجهل * * على أرحبيات طوى السير فانطوت * ثمائلها مما يحل ويرحل * * إذا انبلج البابان والستر دونه * بدا مثلما يبدو الأغر المحجل * * شريكان فينا منه عين بصيرة * كلوء وقلب حافظ ليس يغفل * * فما فات عينيه رعاه بقلبه * فآخر ما يرعى سواء وأول * * وما نازعت فينا أمورك هفوة * ولا خطل في الرأي والرأي يخطل * * إذا اشتبهت أعناقه بينت له * معارف في أعجازه وهو مقبل * * على ثقة منا تحن قلوبنا * إليك كما كنا أباك نؤمل * * إذا ما دهتنا من زمان ملمة * فليس لنا إلا عليك معول * ووجه المهدي نصيبا إلى اليمن في شراء إبل مهربة ووجه معه رجلا من الشيعة وكتب معه إلى عامل اليمن بعشرين ألف دينار فمد نصيب يده في
(٥٥٥)