وقال * رأيت فتى يقول بشط مصر * على درج بدت والبعض غارق * * متى غطى لنا الدرج استقمنا * فقلت نعم وتنصلح الدقائق * وقال * ومذ لزمت الحمام صرت فتى * خلا يداري من لا يداريه * * اعرف حر الأشيا وباردها * وآخذ الماء من مجاريه * قلت لما كتب أبو الحسين الجزار إلى النصير الحمامي * حسن التأتي مما يعين على * رزق الفتى والحظوظ تختلف * * والعبد مذ كان في جزارته * يعرف من أين تؤكل الكتف * كتب إليه البيتين المذكورين أولا وقال النصير أيضا * رأيت شخصا آكلا كرشه * وهو أخو ذوق وفيه فطن * * وقال ما زلت محبا لها * قلت من الإيمان حب الوطن * وقال النصير يوما للسراج الوراق قد عملت قصيدة في الصاحب تاج الدين وأشتهي أنك تزهزه لها وتشكرها وسيرها إلى الصاحب فلما أنشدت بحضرة السراج قال السراج بعد ما فزع منها * شاقني للنصير شعر بديع * ولمثلي في الشعر نقد بصير * * ثم لما سمعت باسمك فيه * قلت نعم المولى ونعم النصير * فأمر له الصاحب بدراهم وسيرها إليه وقال قل له هذه مائتا درهم صنجة فلما أدى الرسول الرسالة قال النصير قبل الأرض بين يدي مولانا الصاحب وقل له يسأل إحسانك وصدقاتك أن تكون عادة فلما بلغ ذلك الصاحب أعجبه وقال يكون ذلك عادته وكتب النصير إلى السراج يتشوقه * وكدرت حمامي بغيبتك التي * تكدر من لذاتها صفو مشربي * * فما كان صدر الحوض منشرحا بها * ولا كان قلب الماء فيها بطيب *
(٥٥٩)