فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥٥٤
ألححت عليها قالت إليك عني فوالله لكأنك من طوارق الليل فقلت والله وأنت لكأنك من طوارق النهار قالت وما أظرفك يا أسود فغاظني قولها فقلت لها أتدرين ما الظرف إنما الظرف العقل ثم قالت لي انصرف حتى أنظر في أمرك فأرسلت إليها بهذه الأبيات * فإن أك أسودا فالمسك أحوى * وما لسواد جلدي من دواء * * ومثلي في رجالكم قليل * ومثلك ليس يعدم في النساء * * فإن ترضى فردى قول راض * وإن تأبى فنحن على السواء * قال فلما قرأت الشعر تزوجتني ودخل نصيب على سليمان بن عبد الملك وعنده الفرزدق فأنشده شعرا لم يرضه وكلح في وجهه وقال لنصيب قم فأنشد مولاك فقام فأنشده * أقول لركب صادرين لقيتهم * قفا ذات أوشال ومولاك قارب * * قفوا خبروني عن سليمان إنني * لمعروفه من آل ودان طالب * * فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله * ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب * * وقالوا عهدناه وكل عشية * على بابه من طالبي العرف راكب * * هو البدر والناس الكواكب حوله * ولا يشبه البدر المضئ الكواكب * فقال أحسنت يا نصيب وأمر له بجائزة ولم يصنع ذلك بالفرزدق فقال الفرزدق * وخير الشعر أكرمه رجالا * وشر الشعر ما قال العبيد * حدث محمد بن سلام قال دخل نصيب على يزيد بن عبد الملك فقال له حدثني يا نصيب ببعض ما تم عليك قال نعم يا أمير المؤمنين علقت جارية حمراء فعيرتني بالسواد فكتبت إليها * فإن يك من لوني السواد فإنني * لكالمسك لا يروي من المسك ذائقه * * وما ضر أثوابي سوادي وتحته * لباس من العلياء بيض بنائقه * فلما شمعت الشعر قالت المال والعقل يأتيان على غيرهما فتزوجتني
(٥٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 ... » »»