فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥٣٧
* من كان ذا صبر على مثل ذا * فلست منه أملك الصبرا * ((538 - الرئيس موسى القرطبي)) موسى بن ميمون الرئيس أبو عمران القرطبي اليهودي الطبيب المفتن في العلوم كان رئيسا على اليهود بمصر وكان أوحد أهل زمانه في الطب وكان السلطان صلاح الدين يستطبه وكذلك ولده الأفضل ويقال إنه كان قد أسلم بالمغرب وحفظ القرآن واشتغل بالفقه ولما قدم من المغرب صلى بمن في المركب التراويح في شهر رمضان وجاء إلى الديار المصرية وجاء إلى دمشق فاتفق للقاضي محيي الدين بن الزكي مرض خطر فعالجه الرئيس موسى وبالغ في نصحه فرأى له القاضي ذلك وأراد مكافأته على ذلك فحلف أيمانا مغلطة أنه ما يأخذ شيئا أبدا ثم بعد مدة اشترى دارا وسأل من القاضي تقديم التاريخ إلى خمس سنين متأخرة فما بخل القاضيعليه بمثل ذلك ولم يعلم أن في ذلك مفسدة ثم إنه أثبت ذلك وبعد مدة توجه إلى الديار المصرية وخدم القاضي الفاضل فجاء من كان في المركب وقالوا جاء معنا من الغرب وصلى بنا التراويح في السنة الفلانية فأنكر ذلك واخرج المكتوب وقال أنا كنت في دمشق قبل هذه السنة بمدة واشتريت دارا وهذا خط القاضي بذلك فلما رأى الفاضل خط محيي الدين بن الزكي بالثبوت ما شك فيه واندفعت القضية بخبث هذا الشيطان وعلى الجملة فكان فاضلا وله كتاب الدلالة في أصول دينهم وهو جيد إلى الغاية على قواعدهم وكانت له مشاركة في كل فن وفيه يقول ابن سناء الملك * أرى طب جالينوس للجسم وحده * وطب أبي عمران للعقل والجسم * * فلو كان بدر التم من يستطبه * لتم له ما يدعيه من التم * * وداواه يوم التم من كلف به * وأبراه في يوم السرار من السقم * وله مقالة في معالجة الحدبة صنفها للقاضي الفاضل ومقالة في السموم
(٥٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 ... » »»