فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥٤٨
منها * ولو أنني وافيت غيرك مادحا * لتممت نقصي بالحماقة والفشر * * وأعطيت نفسي عنده فوق حقها * من الكبر لكن ليس ذا موضع الكبر * * وكل امرئ لا يحسن العوم غارق * إذا ما رماه الجهل في لجة البحر * ((546 - أبو صالح الجيلي)) نصر بن عبد الرزاق بن عبد القادر أبو صالح الجيلي الشافعي تفقه في صباه ثم صحب محمد بن علي النوقاني الفقيه الشافعي وقرأ عليه الخلاف والأصول وبرع في ذلك وتولى التدريس في مدرسة جده بباب الأزج وبالمدرسة الشاطئية عند باب المراتب وبنيت له دار بجامع القصر للمناظرة وعقد مجلس الوعظ في مدرسته وكان له قبول عظيم وأذن له في الدخول في كل جمعة على الأمير أبي نصر محمد ابن الإمام الناصر لسماع مسند مسلم فحصل له به أنس فلما بويع له بالخلافة ولقب بالإمام الظاهر قلده قضاء القضاة في يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة وخلع عليه السواد وقرئ عهده في جوامع مدينة السلام فسار السيرة المرضية وأقام ناموس الشرع ولم يحاب أحدا في دين الله وكان يملي الحديث في مجلس حكمه ويكتب الناس عنه ولم تغيره الولاية عن أخلاقه وأقام على القضاء مدة أيام الظاهر وتولى المستنصر بالله فأقره على ذلك أربعة أشهر وأياما وعزله وكان له رسم في رجب من الصدقة الناصرية يأخذه من البدرية فاتفق تفرقته في بعض السنين في يوم الأربعاء وكان قد توجه لزيارة قبر أحمد بن حنبل فلما عاد من الزيارة وجد الناس قد قبضوا رسومهم وانفصلوا وقيل له إن رسمك قد رفع إلى الحكيم ابن توما النصراني فامض إليه فقال والله لا
(٥٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 543 544 545 546 547 548 549 550 551 552 553 ... » »»