أمر دين لزمه وعجز عن قضائه فهم ابن الجوزي أن يقضي دينه ثم رأى أن يؤثر المستنصر بالله بهذه المثوبة لما يعلم من صلاح الرجل ورغبة المستنصر في الخير فطالعه بذلك فبعث إلى ابن الجوزي من المال مقدار دين الرجل وبعث مع ذلك مائتي دينار وقال هذه نفقته لأنه إذا قضى دينه لم يبق له ما ينفقه وبعث إلى ابن الجوزي خمسمائة دينار وقال هذه عوض إيثارك لنا بهذه المثوبة رحمه الله تعالى ((536 - النيري الواسطي)) منصور بن محمد بن علي أبو نصر الخباز المعروف بالنيري من أهل واسط كان أميا لا يحسن الكتابة وكان له خاطر جيد في النظم لو أراد ألا يتكلم في خطابه إلا بالشعر لفعل ذلك ولم يزل يجتمع بالناس ويهذب شعره رحمه الله تعالى * ولرب يوم بت أخلف شمسه * والروض قد نثرت محاسن برده * * بمدامة صفراء كلل تاجها * كف المزاج بلؤلؤ من عقده) * ومليحة تحدو الهموم إذا شدت * ومهفهف يسبى القضيب بقده * * هذاك منتقش العذار كأنما * غرس البنفسج في منابت ورده * * ويد الفتاة خصيبة فكأنما * غمست أديم وصالها في صده * * غنت فأطربت الغزال بشدوها * فجنى أناملها بخضرة زنده * * ودنا يقبلها فمن رقبائها * سخطت عليه وأسرفت في رده * * لطمت عوارضه بغير جناية * منه فأثر نقشها في خده * ومنه * الكأس بين معصفر ومخلق * والحب بين مزنر ومقرطق * * والماء في زبد الصراة كأنه * ورد اللجين على قباء فستقى * * وترى الهلال لليلتين كأنه الخلخال * يلمع تحت ذيل أزرق * * كأن نجوم الليل أحداق فضة * بأجفان تبر لم يصغهن صائغ *
(٥٣٤)