فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥٢٢
* ما الذي عنده تدار المنايا * كالذي عنده تدار الشمول * * فلك العذر أيها الخل إن لم * آت أو أيات من جهاتي رسول * فكتب إليه الجواب مظفر بن الذهبي * سيدي من زيارتي أنت معفى * وعلينا مزاركم والمثول * * أنا أسعى إليك سعي محب * ومحق بفعله ما يقول * * لو غدت داركم بنجد أتينا * لم ترعنا حزونها والسهول * * والصخور الكبار بالعجل العاجل * والخيل إذ تراها جفول * * ورحال يحملن ما سلخ الجززار * منه الدماء سحا تسيل * * مكال ملئن من وسخ المسلخ * وما للدواب منه حمول * * وبقلبي إذا الكلاب من المسلخ * وافين وانتقضن غليل * * ولكم رابني وعيد سرير * من جريد به النواظر حول * * وقميصي من قطع بنتكة الفوا * ل شلت يمينه مشلول * * ثم سقا يرش بالقربة السوق * سريعا ذيلي به مبلول * * وزحام والجرح في كتف المنبل * يجري ونصله مسلول * * وحمير التراس إذ زجروها * حيث أنا عن صدمهن غفول * * ودفوف المزكلشين للناس * عليهم تزاحم ودخول * * وجمال الأجناد إذ تجلب الأحطاب * والسيروان فدم جهول * * وطبالي الشواء مع بطة الزيات * لم ينطق طبعها الغاسول * * وبرجلي معالج صخرة إن * هي زلت على أني قتيل * * ولو أن البليغ يستوعب الأنكاد * فيها لكان شرحا يطول * فأجابه الحكيم شمس الدين بن دانيال * يا خليلي أنتما المأمول * ومنائي من الورى والسول * * بكما راقت الفضائل وانساغت * بطيب كما تساغ الشمول * * عجبا منكما صديقين صدقا * لكما عن مزار كل عدول * * لا يصد الخليل عن زورة الخلل * إذا ما أتاه أمر مهمول * * لا ولا زحمة الخلائق في الأسواق * كل عليه جهلا يميل * * وحمير البلاط والجبس تجري * والورى في الزحام عنها غفول *
(٥٢٢)
مفاتيح البحث: الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 517 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 ... » »»