تجئ بيحيى معك فلما جاء الأصبغ قال يحيى للغلام أدخله وتنح أنت وأغلق الباب وإن أراد الخروج فامنعه فلما دخل إليه أصبغ وأدى الرسالة راوده عن نفسه فامتنع فساوره يحيى فصرعه ورام حل تكته فلم يقدر على ذلك فقطعها وقضى غرضه منه فلما فرغ أعطاه أربعين دينارا فأخذها وقال له يحيى امض وأنا في أثرك فخرج أصبغ من عنده فاغتسل يحيى وجلس يتزين ويتبخر فدخل إليه مطيع بن إياس فرأى ما هو فيه فقال له كيف أصبحت فلم يجبه وشمخ بأنفه وقطب حاجبيه وتعظم فقال له أراك تتبخر وتتزين فإلى أين عزمت فلم يجبه وازداد قطوبا وتعظيما فقال له ويحك نزل عليك الوحي كلمتك الملائكة بويع لك بالخلافة وهو يومئ برأسه لا لا فقال له فما خبرك قد تهت فلا تتكلم كأنك قد نكت الأصبع قال له فإلى أين تمضى قال إلى دعوة أبيه قال مطيع فامرأته طالق ثلاثا إن فارقتك أو أقبل أيرك فأبداه له يحيى حتى قبله ثم قال له كيف قدرت عليه فحدثه حديثه وقام يمضي إلى منزل أبي الأصبغ واتبعه مطيع فقال له ما تصنع معي والرجل لم يدعك وإنما يريد الخلوة قال أشيعك إلى بابه ونتحدث فمضى معه ودخل يحيى ورد الباب في وجهه فصبر مطيع ساعة ثم ذق الباب واستأذن فخرج إليه الرسول وقال يقول أنا عنك مشغول اليوم في شغل لا أتفرغ منه لك فتعذر فقال له مطيع فابعث لي بدواة وقرطاس فبعث له فكتب * يا أبا الأصبغ لا زلت على * كل حال ناعما متبعا * * لا تصيرني من الود كمن * قطع التكة قطعا شنعا * * واتى ما يشتهي لم يثنه * خيفة أو خفض حق ضيعا * * لو ترى الأصبغ ملقى تحته * مستكينا خجلا قد خضعا * * وله دفع عليه عجل * شبق ساءك ما قد صنعا * * فادع بالأصبغ واعرف حاله * سترى أمرا قبيحا فظعا * قال فقال أبو الأصبغ ليحيى فعلتها يا بن الزانية قال لا والله فضرب بيده إلى تكة ابنه فوجدها مقطوعة فأيقن بالفضيحة فقال يحيى قد كان الذي
(٥١٨)