فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥١١
* حذار من أسد ضرغامة شرس * لا يولغ السيف إلا هامة البطل * * لولا يزيد لأضحى الملك مطرقا * أو مائل الرأس أو مسترخي الطول * * حاط الخلافة سيف من بني مطر * أقام قائمة من كان ذا ميل * * كم صائل في ذرا تمهيد مملكة * لولا يزيد بنى شيبان لم يصل * * ناب الإمام الذي يفتر عنه إذا * ما افترت الحرب عن أنيابها العصل * * كفاكم يا بني العباس أن لكم * سيفا بكم غير ما نكس ولا وكل * * سد الثغور يزيد بعد ما انفرجت * بقائم السيف لا بالختل والحيل * * من كان يختل قرنا عند موقفه * فإن جار يزيد غير مختتل * * كم قد أذاق حمام الموت من بطل * حامى الحفيظة لا يؤتى من الوهل * * أغر أبيض يغشى البيض أبيض لا * يرضى لمولاه يوم الروع بالفشل * * يغشى الوغى وشهاب الموت في يده * يرمي الفوارس والأبطال بالشعل * * يفتر عند افترار الحرب مبتسما * إذا تغير وجه الفارس البطل * * موف على مهج في يوم ذي رهج * كأنه أجل يسعى إلى أمل * * ينال بالرفق ما يعيا الرجال به * كالموت مستعجلا يأتي على مهل * * يغشى المنايا المنايا ثم يفرجها * حين النفوس مطلات على الهبل * * إن شيم بارقه حالت خلائقه * بين العطية والإمساك والعلل * * لا يرحل الناس إلا نحو حجرته * كالبيت يضحى إليه ملتقى السبل * * يقرى المنية أرواح الكماة كما * يقرى الوحوش شحوم الكوم والبزل * * يكسو السيوف نفوس الناكثين به * ويجعل الهام تيجان القنا الذبل * * يغدو فتغدو المنايا في أسنته * شوراعا تتحدى الناس بالأجل * * إذا طغت فئة عن غب طاعتها * عبا لها الموت بين البيض والأسل * * قد عود الطير عادات وثقن بها * فهن يتبعنه في كل مرتحل * * تراه في الأمن في درع مضاعفة * لا يأمن الدهر أن يدعى على عجل * * جافى الجفون صحيح الطرف همته * فك العناة وأسر الفاتك الخطل * * لا يعبق الطيب عينيه ومفرقه * ولا يمسح عينيه من الكحل * * إذا انتضى سيفه كانت مسالكه * مسالك الموت في الأبدان والقلل * * وإن خلت بحديث النفس فكرته * حتى الرجاء ومات الخوف من وجل *
(٥١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 ... » »»