وكان إذا حضر ملكك وإذا غاب عنك شاقك وإذا عرفت به فضحك وكان يجتمع هو ويحيى بن زياد الحارثي وحماد الراوية وابن المقفع ووالبة بن الحباب ويتنادمون لا يفترقون ولا يستأثر أحد منهم على صاحبه بمال وكان يرمي الجميع بالزندقة ولام الناس مطيعا على ما يرمي به من الأبنة وقالوا أنت في أدبك وسؤددك ترى هذه الفاحشة فلو أقصرت عنها فقال جربوه أنتم ثم دعوه إن كنتم صادقين فقالوا قبح الله تعالى فعلك وانصرفوا عنه وقدم بغداد رجل يقال له الفهمي مغن محسن فدعاه مطيع ودعا جماعة من إخوانه وكتب إلى يحيى بن زياد يدعوه بهذه الأبيات * عندنا الفهمي مس * رور وزمار مجيد * * ومعاذ وعياذ * وعمير وسعيد * * وندامى يعلمون ال * قلز والقلز شديد * * بعضهم ريحان بعض * فهم مسك وعود * القلز بالقاف واللام والزاي البدال فأتاهم يحيى وأقام عندهم وبلغت الأبيات المهدي فضحك منها وقال تنايك القوم ورب الكعبة وخرج مطيع بن إياس ويحيى بن زياد حاجين فقدما أثقالهما وقال أحدهما للآخر هل لك أن نصير إلى زرارة فتقصف عنده ليلتنا ثم نلحق أثقالنا فقال نعم فما زال ذلك دأبهما حتى انصرف الناس من مكة فركبا بعيرين وحلقا رءوسهما ودخلا مع الحاج فقال مطيع * ألم ترني ويحيى إذ حججنا * وكان الحج من خير التجارة * * خرجنا طالبي خير وبر * فمال بنا الطريق إلى زرارة * * فعاد الناس قد غنموا وحجوا * وأبنا موقرين من الخسارة * ومن شعر مطيع * ويوم ببغداد نعمنا صباحه * على وجه حوراء المدامع تطرب * * ببيت ترى فيه الزجاج كأنه * نجوم الدجى بين الندامى تقلب * * يصرف ساقينا ويقطب تارة * فيا طيبها مقطوبة حين تقطب * * علينا سحيق الزعفران وفوقنا * أكاليل فيها الياسمين المذهب *
(٥١٦)