فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٤٧٢
يشبه هذا قول الأرجاني * غالطتني إذ كست جسمي الضنى * كسوة عرت من اللحم العظاما * * ثم قالت أنت عندي في الهوى * مثل عيني صدقت لكن سقاما * ومن هذه المادة قول جمال الدين بن نباتة * وملولة في الحب لما ان رأت * أثر السقام بعظمي المنهاض * * قالت تغيرنا فقلت لها نعم * أنا بالسقام وأنت بالإعراض * وقال أيضا * رق العذول لما ألقى بكم ورثي * لما رأى صدكم عن صبكم عبثا * * نكتثم حبل ودي بعد قوته * وطالما قلتم لا كان من نكثا * * أين الوفاء الذي كنا نظن وما * هذا الجفاء الذي من بعده حدثا * * فآه نفثة مصدور بهجركم * ومن يذق هجر من يشتاقه نفثا * * رجوت يم نواه لو تلبثت لي * لأشتكي بعض ما ألقى فما لبثا * * وكم شكوت الذي ألقاه منه فما * آوى لذلي ولا ألوي ولا أكترثا * * وكم حلفت بأني لا أعاتبه * ولست أول صب في الهوى حنثا * * ويح المحب متى صدت حبائبه * يوما قضى وإذا ما واصلوا بعثا * * قضى فناحت عليه الورق من حزن * فسجعها بين أثناء النشيد رثا * وقال أيضا * أفدى الذي بالأمس ودعني * فقضى اصطباري بعده نحبا * * وسرت به في البحر جارية * سوداء يسبق سيرها الشهبا * * لو أن حكم البحر طوع يدي * لأخذت كل سفينة غصبا * وقال مضمنا * قل لي عن الحمام كيف دخلتها * يا صاحبي لتسر خلا مشفقا * * أدخلتها وأولئك الأقوام قد * شدوا المآزر فوق كثبان النقا * وقال أيضا * رأيت في بستان خل لنا * بدر دجى يغرس أشجارا * * فقلت إن أنجب هذا الهوى * يغرسه أثمر أقمارا *
(٤٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 469 470 471 472 473 474 475 476 477 ... » »»