فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٤٧٣
وقال أيضا * ورأيته في الماء يسبح مرة * والشعر قد رفت عليه ظلاله * * فظننت أن البدر قابل وجهه * وجه الغدير فلاح فيه خياله * وقال وكتب بها إلى فتح الدين ابن عبد الظاهر * هل البدر إلا ما حواه لثامها * أو الصبح إلا ما جلاه ابتسامها * * أو النار إلا ما بدل فوق خدها * سناها وفي قلب المحب ضرامها * * أقامت بقلبي إذ أقام بحيها * فدراتها قلبي وداري خيامها * * مهاة نقا لو يستطاع اقتناصها * وكعبة حسن لو يطاق استلامها * * إذا ما نضت عنها اللثام وأسفرت * تقشع من شمس النهار غمامها * * نهاية حظي أن أقبل تربها * وأيسر حظ للثام التثامها * * تريك محيا الشمس في ليل شعرها * على قيد رمح وجهها وقوامها * * وتزهى على البدر المنير فإنها * مدى الدهر لا يخشى السرار تمامها * * تغنى على أعطافها ورق حليها * إذا ناح في هيف الغصون حمامها * * تردد بين الخمر والسحر لحظها * وحازهما والدر أيضا كلامها * * كلانا نشاوى غير أن جفونها * مدام المعنى والدلال مدامها * * وليلة زارت والثريا كأنها * نظاما وحسنا عقدها وابتسامها * * وحيت فأحيت ما أمات صدودها * وردت فرد الروح في سلامها * * وقالت بعيني ذا السقام الذي أرى * فقلت وهل بلواي إلا سقامها * * فأبدت ثناياها فقل في خميلة * بدا نورها وانشق عنها كمامها * * وأبعدت لا بل سمط در تصونه * بأصداف ياقوت لماها ختامها * * وقالت ما للعين عهد بطيفها * ولا النوم مذ صدت وعز مرامها * * لقد أتعبت عيني جفونك في الدجى * فقلت سلي جفنيك أين منامها * * وما علمت أن الرقاد وقد جفت * كمثل حياتي في يديها زمامها * * وكم ليلة سامرت فيها نجومها * كأني راع ضل عنه سوامها * * كأن الثريا والهلال ودارة * حوته وقد زان الثريا التئامها *
(٤٧٣)
مفاتيح البحث: الإقامة (1)، النوم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 ... » »»