فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٤٧٤
* حباب طفا من حول رفرف فضة * بكف فتلة طاف بالراح جامها * * كأن نجوما في المحرة خرد * سواق رماها في غدير زحامها * * كأن رياضا قد تسلس ماؤها * فشقت أقاحيها وشاق خزامها * * كأن سنا الجوزاء إكليل جوهر * أضاءت لآلية فراق انتظامها * * كأن لدى النسرين في الجو غلمه * رماة رمى ذا دون هذا سهامها * * كأن سهيلا والنجوم وراءه * صفوف صلاة قام فيها إمامها * * كأن الدجى هيجاء جرت نجومه * أسنتها والبرق فيها حسامها * * كأن الرجوم الهاديات فوارس * تساقط ما بين الأسنة هامها * * كأن سنا المريخ شعلة قابس * تلوح على بعد ويخفى ضرامها * * كأن السها صب سها نحو إلفه * يراعي الليالي جفنه لا ينامها * * كأن خفوق القلب قلب متيم * رأى بلدة الأحباب أقوى مقامها * * كأن ثريا أفقه في انبساطها * يمين كريم لا يخاف انضمامها * * كأن بفتح الدين في جوده اقتدت * فروى الروابي والأكام انركامها * وقال من أبيات * والطل في أعين النوار تحسبه * دمعا تحير لم يرقأ ولم يكف * * كلؤلؤ ظل عطف الغصن متشحا * بعقده وتبدى منه في شنف * * يضم من سندس الأوراق في صور * خضر ويجني من الأزهار في صدف * * والشمس في طفل الإمساء تنظر من * طرف غدا وهو من خوف الفراق خفى * * كعاشق سار عن أحبابه وهفا * به الهوى فتراءاهم على شرف * وقال يرثي شابا جميلا فقد * إن من تهواه قد ظعنا * فاندب الأطلال والدمنا * * واخدع القلب الذي صحبوا * وخداع النافرين عنا * * واسل عن طيب الحياة فقد * صرت لا قلبا ولا سكنا * * لا تقل أرجو الإياب فكم * نازح بعد البعاد دنا * * فهو دهر كان ملتهيا * عنكم والان قد فطنا * * جيرة والله بعدهم * لم أجد حسنا ولا حسنا * * سلبوا روحي فليتهم * عوضوني عودهم ثمنا *
(٤٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 ... » »»