فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٨
* تعلق روحي روحها قبل خلقنا * ومن بعد ما كنا نطاقا وفي المهد * * فزاد كما زدنا فأصبح ناميا * وليس إذا متنا بمنفصم العهد * * ولكنه باق على كل حادث * وزائرنا في ظلمة القبر واللحد * ومن شعره * وفي عروة العذرى إن مت أسوة * وعمرو بن عجلان الذي قتلت هند * * وبي مثل ما قد نابه غير أنني * إلى أجل لم يأتني وقته بعد * * هل الحب إلا عبرة ثم زفرة * وحر على الأحشاء ليس له برد * * وفيض دموع تستهل إذا بدا * لنا علم من أرضكم لم يكن يبدو * وشكا أبو لبنى قيسا إلى معاوية وأعلمه بتعرضه لها بعد الطلاق فكتب إلى مروان بن الحكم بهدر دمه وأمر أباها أن يزوجها بخالد بن حلزة من بني غطفان فلما علم قيس جزع جزعا شديدا وقال * فإن يحجبوها أو يحل دون وصلها * مقالة واش أو وعيد أمير * * فلن يمنعوا عيني من دائم البكا * ولن يذهبوا ما قد أجن ضميري * * وكنا جميعا قبل أن يظهر النوى * بأنعم حالي غبطة وسرور * * فما برح الواشون حتى بدت لنا * بطون النوى مقلوبة لظهور * * لقد كنت حسب النفس لو دام وصلنا * ولكنما الدنيا متاع غرور * ولم يزل تارة يتوصل إلى زيارتها بالحيلة عليها وتارة تزوره وهو نازل على قوم إلى أن ماتت لبنى فتزايد ولعه وجزعه وخرج في جماعة قومه حتى وقف على قبرها وقال * ماتت لبيني فموتها موتي * هل تنفعن حسرة على الفوت * * فسوف أبكي بكاء مكتئب * قضى حياة وجدا على الميت * ثم أكب على القبر يبكي حتى أغمي عليه فرفعه أهله إلى منزله وهو لا
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»