فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٩
يعقل ولم يزل عليلا لا يفيق ولا يجيب متكلما حتى مات ودفن إلى جانبها وكانت وفاتهما في حدود السبعين للهجرة رحمهما الله تعالى ((401 - مجنون ليلى)) قيس بن الملوح بن مزاحم بن قيس هو مجنون بني عامر قال صاحب الأغاني لم يكن مجنونا ولكن كانت به لوثة مثل أبي حية النميري وكان سبب عشقه لليلى أنه أقبل ذات يوم على ناقة له وعليه حلتان من حلل الملوك وكان من أجمل الفتيان فمر بامرأة من قومه يقال لها كريمة وعندها جماعة من النسوان تحدثهن فيهن ليلى فأعجبهن جماله فدعونه إلى النزول فنزل وأمر عبدا كان معه فعقر لهن ناقته وتحدثن بقية يومه معه فبينما هم كذلك إذ طلع فتى من الحي يسمى منازلا فلما رأينه أقبلن عليه وتركن المجنون فغضب وقام من عندهن وهو يقول * أأعقر من أجل الكريمة ناقتي * ووصلي مقرون بوصل منازل * * إذا جاء قعقعن الحلي ولم أكن * إذا جئت أرضي صوت تلك الخلاخل * * متى ما انتضلنا بالسهام نضلته * وإن يرم رشقا عندها فهو ناضلي * ولما أصبح لبس حلتيه وركب ناقة أخرى ومضى متعرضا لهن فرأى ليلى قاعدة بفناء بيتها وكان قد علق قلبه بحبها وعندها جويريات يتحدثن معها فوقف المجنون وسلم عليهن فدعونه إلى النزول وقلن له هل لك في محادثة من لا يشغله عنك منازل ولا غيره فقال إيه لعمري ونزل وعقر ناقته فأرادت ليلى أن تعلم هل لها عنده مثل ما له عندها فجعلت تعرض عن حديثه ساعة بعد ساعة وتحدث غيره وكان قد شغفته بحبها واستملحته واستملحها فبينما هي تحدثه إذ أقبل فتى من الحي فدعته ليلى وساررته سرا
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»