مؤرخا صادقا فقيها مفتيا منشئا بليغا كاتبا مجودا درس وأفتى وصنف وترسل عن الملوك وكان رأسا في الخط المنسوب لا سيما النسخ والحواشي أطنب الحافظ شرف الدين الدمياطي في وصفه وقال ولي قضاء حلب خمسة من آبائه متتالية وله الخط البديع والحظ الرفيع والتصانيف الرائقة منها تاريخ حلب أدركته المنية قبل إكمال تبييضه روى عنه الدواداري وغيره ودفن بسفح المقطم بالقاهرة انتهى قال ياقوت سألته لم سميتم ببني العديم فقال سألت جماعة من أهلي عن ذلك فلم يعرفوه وقال هو اسم محدث ولم يكن في آبائي القدماء من يعرف به ولا أحسب إلا أن جد جدي القاضي أبا الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة مع ثروة واسعة ونعمة شاملة كان يكثر في شعره من ذكر العدم وشكوى الزمان فسمي بذلك فإن لم يكن هذا سببه فما أدري ما سببه ولكمال الدين من المصنفات كتاب الدراري في ذكر الذراري صنفه للملك الظاهر غازي وقدمه له يوم ولد ولده الملك العزيز وكتاب ضوء الصباح في الحث على السماح صنفه للملك الأشرف وكتاب الأخبار المستفادة في ذكر بني أبي جرادة وكتاب في الخط وعلومه وآدابه ووصف طروسه وأقلامه وكتاب دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري وكتاب تبريد حرارة الأكباد في الصبر على فقد الأولاد وكان إذا سافر يركب في محفة تشد له بين بغلتين ويجلس فيها ويكتب وقدم إلى مصر رسولا وإلى بغداد وكان إذا قدم إلى مصر يلازمه أبو الحسين الجزار فقال فيه بعض أهل العصر * يا بن العديم عدمت كل فضيلة * وغدوت تحمل راية الإدبار * * ما إن رأيت ولا سمعت بمثلها * تيس يلوذ بصحبة الجزار * ومن شعر الصاحب كمال الدين * وأهيف معسول المراشف خلته * وفي وجنتيه للمدامة عاصر *
(١٧٢)