فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ١٤٢
* وبها خفافيش تطير نهارها * مع ليلها ليست على عاداتها * * شبهتها بقنافذ مطبوخة * نزع الطهاة بنضجها شوكاتها * * شوكاتها فاقت على سمر القنا * في لونها وتمامها وشياتها * * وبها من الجرذان ما قد قصرت * عنه العتاق الجرد في حملاتها * * فترى أبا غزوان منها هاربا * وأبا الحصين يروغ عن طرقاتها * * وبها خنافس كالطنافس أفرشت * في أرضها وعلت على جنباتها * * لو شم أهل الحرب منتن فسوها * أردى الكماة الصيد عن صهواتها * * وبنات وردان وأشكال لها * مما يفوت العين كنه ذواتها * * متزاحم متراكم متحارب * متراكب في الأرض مثل نباتها * * وبها قراد لا اندمال لجرحها * لا يفعل المشراط مثل أداتها * * أبدا تمص دماءنا فكأنها * حجامة لبدت على كاساتها * * وبها من النمل السليماني ما * قد قل ذر الشمس عن ذراتها * * لا يدخلون مساكنا بل يحطمو * ن جلودنا فالعقر من سطواتها * * ما راعني شيء سوى وزغاتها * فنعوذ بالرحمن من نزغاتها * * سجعت على أوكارها فظننتها * ورق الحمام سجعن في شجراتها * * وبها زنابير تظن عقاربا * لا برء للمسموم من لدغاتها * * وبها عقارب كالأقارب رتعا * فينا حمانا الله لدغ حماتها * * فكأنما حيطانها كغرابل * أطلعن أرؤسهن من طاقاتها * * كيف السبيل إلى النجاة ولا نجا * ة ولا حياة لمن رأى حياتها * * السم في نفثاتها والمكر في * فلتاتها والموت في لفتاتها * * منسوجة بالعنكبوت سماؤها * والأرض قد نسجت ببزاقاتها * * ولقد رأينا في الشتاء سماءها * والصيف لا تنفك من صعقاتها * * فضجيجها كالرعد في جنباتها * وترابها كالوبل في خشباتها * * والبوم عاكفة على أرجائها * والآل يلمع في ثرى عرصاتها * * والنار جزء من تلهب حرها * وجهنم تعزى إلى لفحاتها *
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»