الأموي الإسنائي القوصي صاحب ديوان الإنشاء للملك المعظم عيسى ولد بإسنا سنة سبع وخمسين وخمسمائة وتوفي سنة خمس وعشرين وستمائة نشأ بقوص ثم بالإسكندرية ثم بالقدس ثم ولى كتابة الإنشاء للمعظم وكان يوصف بالمروضة وقضاء الحاجة وكانت وفاته بدمشق ودفن بقاسيون بتربته وكانت بينه وبين معظم مداعبات كتب إليه مرة أنه لما فارقه ودخل منزله طالبوه أهله بما حصل له من بر السلطان فقال لهم ما أعطاني شيئا فقاموا إليه بالخفاف وصفعوه وكتب بعد ذلك * وتخالفت بيض الأكف كأنها التصفيق * عند مجامع الأعراس * * وتطابقت سود الخفاف كأنها * وقع المطارق من يد النحاس * فرمى المعظم الرقعة إلى فخر القضاة ابن بصاقة وقال أجبه عنها فكتب إليه نثرا وفي آخره * فاصبر على أخلاقهن ولا تكن * متخلقا إلا بخلق الناس * * واعلم إذا اختلفت عليك بأنه * ما في وقوفك ساعة من باس * ومن شعره * ما لقلبي إلى السلو طريق * أنا من سكرة الهوى لا أفيق * * ضحكوا يوم بينهم وبكينا * فتراءت سحائب وبروق * * لو ترانا وللمطالب إخفاق * إلينا وللقلوب خفوق * * لرأيت الدليل حيران منا * كلما لاح للهلال شروق * * وسهام اللحاظ قد فوقت لي * فلها كلما رمقت مروق * * لست أدري إذ ضرم اللثم وجدي * أحريق رشفته أم حريق * * ليدعني أهل الرشاد وشأني * ليس يدري ما بالأسير الطليق *
(٦٥٣)