فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٦٥٦
في الطب وشكوك وأجوبة ورد على شرح ابن أبي صادق لمسائل حنين ورسالة يرد فيها على يوسف الإسرائيلي في ترتيب الأغذية اللطيفة والكثيفة ونسخ كتبا كثيرة بخطه المنسوخ أكثر من مائة مجلد في الطب واختصر الأغاني الكبير وقرأ العربية على تاج الدين الكندي وقرأ الطب على الرضى الرحبي ثم لازم ابن المطران وأخذ عن الفخر المارديني وخدم العادل ولازم ابن شكر وكانت جامكيته جامكية الموفق عبد العزيز فإنه نزل عليها بعده مائة دينار في الشهر ومرض الكامل فحصل له من جهته اثنا عشر ألف دينار وأربع عشرة بغلة بأطواق ذهب وخلع أطلس وغير ذلك وولاه السلطان رياسة الأطباء في ذلك الوقت بمصر والشام وكان خبيرا بكل ما يقرأ عليه ولازم السيف الآمدي وحصل معظم مصنفاته ونظر في الهيئة والنجوم ثم طلبه الأشرف فتوجه إليه فأقطعه ما يغل في السنة ألفا وخمسمائة دينار ثم عرض له ثقل في لسانه واسترخاء فجاء إلى دمشق لما ملكها الأشرف فولاه رياسة الطب بها وزاد ثقل لسانه حتى إنه لم يفهم كلامه وكان الجماعة يبحثون بين يديه ويجيب هو وربما كتب لهم ما أشكل في اللوح واجتهد في علاج نفسه واستفرغ مرات واستعمل المعاجين الحارة فعرضت له حمى قوية فأضعفت قوته وظهرت به أمراض قوية كثيرة وأسكت وسالت عينه واتفق له في مبادي خدمته للعادل أشياء قربته من خاطره وأعلت محله عنده منها أتفق له مرض شديد وعالجه الأطباء وهو معهم فقال يوما لا بد من الفصد فلم ير الأطباء به فقال والله لئن لم يخرج دما ليخرجن بغير اختياره فاتفق أن رعف السلطان وبرى ومنها أنه كان يوما على باب دور
(٦٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 651 652 653 654 655 656 657 658 659 660 661 ... » »»