فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٦٥٤
* أقفرت دار من أحب وكم ورقاء * كانت بها وغص وريق * * وهفا ثوبها الصفيق وللريح * عليها من حسرة تصفيق * * دار لهوى وللهوى في مغانيها * عروق تنمي ووجد عريق * * أي روح وفت هناك لجسم * عندما فارق الديار الفريق * * أشبهتني تلك الديار فجسمي * دار مي ودمع عيني العقيق * * وكأن الثياب لفظ وجسمي * فيه معنى من المعمى دقيق * * ورشيق القوام يرشق باللحظ * ولا يستقل منه الرشيق * * لحظه قاطع وما فارق الجفن * وفي جفنه عن السيف ضيق * * مشقت نون حاجبيه فأبدى * ألف الحسن قده الممشوق * * ولمام في صدغه لامه والميم * فوه والرق منه الريق * * فغدا خط حسنه وهو منشور * وأخلاقه عليه خلوق * * أحدق الحسن بالحدائق من خدديه * لما آذاهما التحريق * * مسحة للجمال مسح بركنيها * وخد له الشقيق شقيق * * وكأن الخال الذي لاح في لججة * خديه وهو طاف غريق * * طابق الحسن فيه فهو إذا يشعر * فيه التجنيس والتطبيق * * مردف الردف وهو مختصر الخصر * فذا مفعم وهذا دقيق * * فاتك الطرف باتك الظرف عمدا * وهو في كل حالة معشوق * * يا خليلي إن العدو كثير * فحذرنه وأين أين الصديق * * والرفيق الذي يؤمل منه الرفق * قاس فما رفيق رفيق * * وبسوق الهوان يبتذل الفضل * فما للفروع فيه بسوق * * فسد الناس والزمان ولابدد * بحق أن يخلق المخلوق * * فالكريم الذي يغيث يغوث * واللئيم الذي يعق يعوق * * غير أن الملك المعظم فرد * فاق فضلا وخصه التوفبق * وكان هذا ابن شيث قد رمى من ابن عنين بالداء العضال فإنه هجاه مرات منها قوله
(٦٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 649 650 651 652 653 654 655 656 657 658 659 ... » »»