* وخير عمري الذي ولى وقد ولعت * به الهموم فكيف الظن بالباقي * ومنه * ولما التقى للبين خدي وخدها * تلاقى بهار ذابل وجنى ورد * * ولفت يد التوديع عطفي بعطفها * كما لفت النكباء ما يستى رند * * وأذرى النوى دمعي خلال دموعها * كما نظم الياقوت والدر في عقد * * وولت وبي من لوعة الوجد ما بها * كما عندها من حرقة البين ما عندي * ومنه * ألدهر كالميزان يرفع ناقصا * أبدا ويخفض زائد المقدار * * وإذا انتنحى الإنصاف عادل عدله * في الوزن بين حديدة ونضار * 271 أبو القاسم القشيري عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري من أهل نيسابور كان من أئمة الدين وأعلام المسلمين قرأ الأصول على والده وتفسير القرآن والوعظ ورزق في ذلك وافر الحظ ولازم إمام الحرمين ودرس عليه المذهب والخلاف وبرع في ذلك وجاوز أقرانه وقرأ الأدب ونظم ونثر وعقد مجلس الوعظ ببغداد وظهر له القبول العظيم وأظهر مذهب الأشعري وقامت سوق الفتنة بينه وبين الحنابلة وثار العوام إلى المقاتلة وكوتب الوزير نظام الملك بأن يأمره بالرجوع إلى وطنه فأحضره وأكرمه وأمره بلزوم وطنه فأقام يدرس ويعظ ويروي الحديث إلى أن توفي سنة أربع عشرة وخمسمائة كتب إليه فتوى وهي
(٦٥١)