صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس تثنى على عزائمه التي واتت على كل أمر رشيد وأتت على كل جبار عنيد وحكمت بعدل السيف في كل عبد سؤ * (وما ربك بظلم للعبيد) * فصلت 46 حيث شكرت الضمر الجرد وحمدت العيس واشتبه يوم النصر بأمسه بقيام حروف العلة مقام بعض فأصبح غزو كنيسة سوس كغزو سيس ونفهمه أنا علمنا أن الله بفضله طهر البلاد من رجسها وأزاح العناد وحسم مادة معظمها الكافر وقد كاد وكاد وعجل عيد النحر بالأضحية بكل كبش حرب يبرك في سواد وينظر في سواد ويمشي في سواد وتحققنا النصر الذي شفى النفوس وأزال البوس ومحا آية الليل بخير الشموس وخرب دنقلة بجريمة سوس وكيف لا يخرب شيء يكون فيه سوس فالحمد لله الذي صبحهم عزائم المجلس بالويل وعلى أن أولج النهار من السيف منهم في الليل وعلى أن رد حرب حرابهم إلى نحورهم وجعل تدبيرهم في تدميرهم وبين خيط السيف الأبيض من الخيط الأسود من فجر فجورهم وأطلع على مغيبات النصر ذهن المجلس الحاضر وأورث سليمان المؤمن ملك داود الكافر وقرن النصر بعزم المجلس الأنهض وأهلك العدو الأسود بميمون طائر النصر الأبيض وكيف لا وآقسنقر هو الطائر الأبيض وأقر لأهل الصعيد كل عين وجمع شملهم فلا يرون من عدوهم بعدها غراب بين نصر ذوي السيوف على ذوي الحراب وسهل صيد ملكهم على يد المجلس وكيف يعسر على السنقر صيد الغراب والشكر لله على إذلال ملكهم الذي لان وهان وأذاله لباسه الذي صرح به بسر كل منهم في قتاله فأمسى وهو عريان وإزهاقهم الأسنة التي غدا طعنها كفم الزق غدا والزق ملآن ودق أقفيتهم بالسيف الذي أنطق الله بفألهم الطير فقال دق قفا السودان ورعى الله جهاد المجلس الذي قوم هذا الحادث المنآد ولا عدم الإسلام في هذا الخطب سيفه الذي قام خطيبا وكيف لا وقد ألبسه منه السواد وشكر له عزمه الذي استبشر به وجه الزمن بعد القطوب وتحققت بلاد الشمال به صلاح بلاد الجنوب وأصبحت به سهام الغنائم في كل جهة تسهم ومتون الفتوحات تمتطى فتارة يمتطي السيف منها كل سيس وتارة كل أدهم وحمد شجاعته التي ما وقف لصدمتها السواد الأعظم ولله المنة على أن جعل ربع العدو بعزائم
(٥٣٩)