فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٥٣٥
معه مائة وأربعون رجلا منهم من سال دمه في جوف الكعبة قال ابن عبد البر رحل عروة بن الزبير إلى عبد الملك بن مروان فسأله في إنزاله من الخشبة فأمر بإنزاله قال ابن أبي مليكة كنت ممن تولى غسله فجعلنا لا نتناول العضو الذي يليه فنغسله ثم نضعه في أكفانه حتى فرغنا منه فقامت أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق فصلت عليه وكانت قبل ذلك تقول اللهم لا تمتنى حتى تقر عيني بجثته فما أتى عليها بعد ذلك جمعة حتى ماتت ويقال إنه لما جيء به إليها وضعته في حجرها فحاضت ودر ثديها وقيل إن الحجاج حلف ألا ينزله من الخشبة حتى تشفع فيه أمه فبقي سنة ثم مرت تحته فقالت أما آن لهذا الراكب أن ينزل فيقال إن هذا الكلام قيل للحجاج إن معناه شفاعة فيه فأنزله وكان قتله سنة ثلاث وسبعين للهجرة ويقال إن الحجاج ورد عليه كتاب عبد الملك بن مروان قبل قتل ابن الزبير الأمان وحكمه في الولاية واستنزله عن الخلافة فشاور ابن الزبير أصحابه فأشاروا عليه بأن يفعل فقال لا خلعها إلا الموت ثم قال * الموت أكرم من إعطاء منقصة * إن لم تمت عبطة فالغاية الهرم * * إصبر فكل فتى لا بد مخترم * والموت أسهل مما أملت جشم * 220 أبو القاسم الصقلي عبد الله بن سليمان بن يخلف الصقلي أبو القاسم الكلبي أحد الأدباء
(٥٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 ... » »»