فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٥٤٠
المجلس حصيدا كان لم يغن بلامس وأقام فروض الجهاد بسيوفه المسنونة وأنامله الخمس وقرن ثباته بتوصيل الطعن لنحور الأعداء ووقت النحر قيد رمح من طلوع الشمس ونرجو من كرم الله تعالى إدراك داود المطلوب ورده على السيف بعيب هربه والعبد الأسود إذا هرب يرد بعيب الهروب وفي هذه الغزاة قال ابن النقيب * يا يوم دنقلة وقتل عبيدها * في كل ناحية وكل مكان * * كم فيه زنجي يقول لأمه * نوحي فقد دقوا قفا السودان * وكتب في محضر قيم حمام الصوفية جوار خانقاه سعيد السعداء اسمه يوسف يقول الفقير إلى الله تعالى عبد الله بن عبد لظاهر إن أبا الحجاج يوسف ما برح لأهل الصلاح قيما وله جودة صناعة استحق بها أن يدعى قيما كم له كم له عند جسم من من جسيم وكم أقبل مستعملوه تعرف في وجوههم نظرة النعيم وكم تجرد مع شيخ صالح في خلوه وكم قال ولي الله يا بشراي أنه ليوسف حين أدلى دلوه كم خدم من العلماء والصلحاء إنسانا وكم ادخر بركتهم لدنيا وأخرى فحصل من كل منهم شفيعين مؤتزرا وعريانا كم حرمة خدمة له عند أكابر الناس وكم له يد عند جسد ومنة على رأس كم شكرته أبشار البشر وكم حك رجل صالح فتحقق هناك أن السعادة لتلحظ الحجر قد ميز بخدمة الفضلاء والزهاد أهله وقبيله وشكر على ما يعاب به غيره من طول الفتيلة تتمتع الأجساد بتطييبه لحمامه بظل ممدود وماء مسكوب وتكاد كثرة ما يخرجه من المياه أن تكون كالرمح أنبوبا على أنبوب وكتب إلى بعض أصحابه يستدعيه إلى حمام هل لك أطال الله بقاءك إطالة تكرع بها منهل النعيم وتتملى بالسعادة تملى الزهر بالوسمى والنظر بالحسن الوسيم في المشاركة في حمام جمع بين جنة ونار وأنواء وأنوار وزهر وأزهار قد زال فيه الاحتشام فكل عار ولا
(٥٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 ... » »»