عار نجوم سمائه لا يعتريها أفول وناجم رخامه لا يعتريه ذبول تنافست العناصر على خدمة الحال به تنافسا أحسن كل التوصل فيه إلى بلوغ أربه فأرسل البحر ما جسده جسده من زبده لتقبيل أخمصه إذ قصرت همته عن تقبيل يده ولما لم بر التراب له في هذه الخدمة مدخلا تطفل وجاء وما علم أن التسريح لمن جاء متطفلا والنار رأت أنه عين مباشرتها يستقيل وأنها بفرض من خدمته لا تخل ولأن حرمة هداية الضيف في السرى وبها يدفع القر ويقع القرى فأعلمت ضدها الماء فدخل وهو حار الأنفاس وغلت مراجله فلأجل ذلك داخله من صوت تسكابه الوسواس والهوا أنه قصر عن مطاولة هذا المبار فأمسك متهيبا ينظر ولكن من خلف زجاجة إلى تلك الدار ثم إن الأشجار رأت أن لا مشاركة لها في هذه الحظوة ولا مساهمة في تلك الخلوة فأرسلت من الأمشاط أكفا أحسنت بما تدعو إليه الفرق ومرت على سواد العذار الفاحم كما يمر البرق وذلك بيد قيم قيم بحقوق الخدمة عامل بما يعامل به أهل النعيم أهل النعمة خفيف اليد مع الأمانة موصوف بالمهابة عند أهل تلك المهانة لطف أخلاقا حتى كأنها عتاب بين جحظة والزمان وحسن صنعة فلا يمسك يدا إلا بمعروف ولا يسرح تسريحا إلا أبدا بإحسان يرى مع طهارته وهو ذو صلف ويشاهد مزيلا لكل أذى حتى لو خدم البدر لأزال عن وجهه الكلف بيده موسى كأنه صباح ينسخ ظلاما أو نسيم ينفض عن الزهر كماما إذا أخذ صابونه أوهم من يخدمه بما يمره على جسده أنه بحر عجاج وأنه يبدو منها زبد الأعكان التي هي أحسن من الأمواج فهلم إلى هذه اللذة ولا تعد الحمام أنها دعوة أهل الحراف فربما كانت هذه من بين تلك الدعوات فذة وللعل سيدنا يشاهد ما لا يحسن وصفه قلمي وأستحسن وصفها ليدي وفمي وإذا جمح عناني فأقول وإذا ترامت بي الخلاعة أخلع ما تستر به ذوو العقول لدي أبهجك الله غصون قد هزها الحسن طربا ورماح لغير كفاح قد نشرت من الشعور عذبا وبدور أسدلت من الذوائب غيهبا قد جعلت بين الخصور والروادف من المآزر برزخا لا يبغيان وعلمنا بهم أننا في جنة تجري من تحتها الأنهار وتطوف علينا بها الولدان يكاد الماء إذا مر على أجسادهم يجرحها بمره والقلب يخرج إلى مباشرتها من الصدر وعجيب من
(٥٤١)