فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٥٢٨
* وإذا رنا بلحاظه فتعرضا * فاللحظ يقتل والقتيل شهيد * * كم بت من سهري عليه مسهدا * وعليه يحلو في الهوى التسهيد * * يا من أعار البدر نورا باهرا * قسما لقد راقت عليك سعود * * أنا في هواك إذا ادعيت صبابة * يا واحد الحسن البديع وحيد * قال أيضا * راق المدام وثغر الكأس يلتهب * وللكئوس ثغور حليها الحبب * * فقل لكاسك في الندمان حي على * شمس المدم وروح الراح تستليب * * أما ترى الشمس تجلى في سنا قمر * كأنه بالنجوم الزهر ينتقب * * والطير تسجع بالأحان صادحة * كأن ألحانها الأوتار تصطخب * * والروض يضحك في أكمامه خجلا * من المام ودمع الغيث ينسكب * * وللزجاجة معنى رقة وسنا * كأنها الزهرة الغراء ترتقب * * لله ندمان ذاك الحي من نفر * قوم دعاهم إلى حاناتها الطرب * * فلا تقل حجبوا عني محاسنهم * فليس تمنعها الأستار والحجب * * بالله يا مهجتي لا تبتغي بدلا * منهم وإن سلبوا قلبي وقد سلبوا * * ويا غرامي لي في صبوتي حرق * أودى وحقك بي من حرها اللهب * * حسبي وقد علموا حالي بحبهم * وعندهم زفرات الشوق تحتسب * * إن بلغ الله آمالي مآربها * وقد قضيت هوى لم يبق لي أرب * * وأين مني ديار القوم إذ وقفت * بي الركاب وحثت تحتهم نجب * * ولا تقل شقة الأسفار تبعدني * إذا عزمت فذاك البعد يقترب * * لا أشتكي أبدا بعدا لدارهم * ولا أرى غيرهم في الكون لا حجبوا * * يحلو لي الصد منهم حيث يعذب لي * مر العتاب فلا صدوا ولا عتبوا * * وأرتضى كل ما فيه رضا لهم * وقد ألفت الرضا منهم فلا غضبوا * * فاستجل لمحة برق من محاسنهم * ولا تقل عندها الأرواح تنتهب * * لا تنح في الدهر يوما غيرهم أبدا * فنحوهم وإليهم ينتهي الطلب * * تحلو الأحاديث عنهم كلما ذكروا * وفيهم تعذب الأشعار والخطب * * لا تعجبن لوصفي في محاسنهم * فكل معنى لهم في وصفه عجب *
(٥٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 ... » »»