فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٤٠٨
* تقول سليمى حين غيره البلى * وأعقبه من صرف أيامه صرف * * لئن دق واسترخى لقد كان مرة * له مقبض في كف لامسه يجفو * * صبيحة يغدو للنطاح بهامة * من الصخر لا قرنان فيها ولا قحف * * إذا شئت لاقاني بمتن مقوم * ومشحوذة مثل السنان لها حرف * * فمالي أراه ضاربا بجرانه * كذا سكرة مالت به الخمرة الصرف * * يعز عليه أن يقوم لحاجة * ولو قام لم يتبعه عضو ولا عطف * * تكدر عيشي مذ رأيت انحناءه * وللدهر أحداث تكدر ما يصفو * وقال * ومنتبه بين الندامى رأيته * وقد رقد الندمان دب إلى الساقي * * فأولج فيه مثل أسود سالخ * أصم من الحيات ليس له راقي * * فلما انتحى فيه تحرك واتكا * وأطرق عند الرهز أحسن إطراق * * فقلت له لا تلفين مقصرا * ولا مشفقا في غير موضع إشفاق * * أجد تحت خصييه فإن سكوته * سكوت فتى صب إلى النيك مشتاق * * فلو لم يكن يقظان ما قام أيره * ولا لف عند النيك ساقا إلى ساق * وقال * كأن أيرى من رخو مفصله * خريطة قد خلت من الكتب * * أو حية أرقم مطوقة * قد جعلت رأسها إلى الذنب * وقال في مرضه الذي مات فيه وهو بطريق مكة * أطبقت للنوم جفنا ليس ينطبق * وبت والدمع في خديك يستبق) * لم يسترح من له عين مؤرقة * وكيف يعرف طعم الراحة الأرق * * وددت لو تم لي حجي ففزت به * ما كل ما تشتهيه النفس يتفق * وكانت وفاته بطريق مكة بعد الأربعين ومائتين رحمه الله تعالى 153 الأقطع أمير العرب رافع بن الحسين بن حماد بن مقن بالقاف المفتوحة أبو المسيب
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»