الأقطع المعروف بظاهر الدولة أمير العرب بنواحي بغداد كان فيه فروسية وأدب ويقول الشعر وأمه علوية ابنة المقلد بن جعفر بن عمرو كانت فاضلة كريمة معمرة وكان فيه شح وإمساك وكانت تعيبه بذلك وإذا جرى في ضيافاته تقصير تممته من بيوتها وكانت تقول وا غوثاه ما عرفت العشرات والخمسات إلا منكم في هذا الزمان وما كنا نعرف إلا الألوف والمئات وكان لها رأى جيد في الحروب وغيرها وكان سبب قطع يده أنه كان يشرب ومعه بعض أولاد بني عمه فجرت بين اثنين منهم خصومة وتجالدا بالسيوف فخلص بينهما فضرب أحدهما يده بالسيف فقطعها غلطا فذهبت هدرا وكان يلبس كفا يمسك به العنان ويقاتل فلا يثبت له أحد وكان عظيم الغيرة على حرمه وإمائه وكانت مملكته البوازيج والسن وتكريت والقادسية وتوفي سنة سبع وعشرين وأربعمائة رحمه الله تعالى ومن شعره * لها ريقة أستغفر الله إنها * ألذ وأشهى في النفوس من الخمر * * وصارم طرف لا يزايل جفنه * ولم أر سيفا قبل في جفنه يبرى * منها * فقلت لها والعيس تحدج للنوى * أعدي لفقدي ما استطعت من الصبر * * سأنفق ريعان الشبيبة آنفا * على طلب العلياء أو طلب الأجر * * أليس من الخسران أن لياليا * تمر بلا نفع وتحسب من عمري * ومنه * إن ابن حرب ما يحارب مهجة * إلا انتضى من مقلتيه سلاحا * * يا دهر إنك أنت نابذ ريقه * خمرا وغارس خده تفاحا * * وغزلت من غزل شباك جفونه * ونصبتها فتقنصت أرواحا *
(٤٠٩)