فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٤١٠
154 رتن الهندي قال الشيخ علاء الدين علي بن المظفر الكندي حدثنا القاضي الأجل العالم جلال الدين أبو عبد الله محمد بن سليمان بن إبراهيم الكاتب من لفظه بدمشق بدار السعادة سنة إحدى عشرة وسبعمائة قال أخبرنا قاضي القضاة نور الدين أبو الحسن علي بن أبي عبد الله محمد بن الحسين الحسيني الأثرى الحنفي من لفظه عام إحدى وسبعمائة بالقاهرة قال أخبرني جدي الحسين بن محمد قال كنت في زمن الصبا وأنا ابن سبع عشرة سنة أو ثمان عشرة قد سافرت مع عمي من خراسان إلى بلد الهند في تجارة فلما بلغنا أوائل بلاد الهند وصلنا إلى ضيعة من ضياع الهند فعرج أهل القفل نحو الضيعة ونزلوا بها وضج أهل القافلة فسألنا عن الخبر فقالوا هذه ضيعة الشيخ رتن المعمر فلما نزلنا الضيعة رأينا شجرة عظيمة تظل خلقا كثيرا وتحتها جمع عظيم من أهل الضيعة فتبادروا الكل نحو الشجرة ونحن معهم فرأينا زنبيلا عظيما معلقا في بعض أغصان الشجرة فسألنا عن ذلك فقالوا هذا الزنبيل فيه الشيخ رتن الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وما يروى عنه فتقدم شيخ من أهل الضيعة إلى الزنبيل وكان ببكرة فأنزله وإذا بالشيخ فيه كالفرخ فوضع فمه على أذنه وقال يا جداه هؤلاء قوم قدموا من خراسان وفيهم شرفا من أولاد النبي صلى الله عليه وسلم وقد سألوا أن تحدثهم كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وماذا قال لك فعندها تنفس الشيخ وتكلم بصوت كصوت النحل بالفارسية ونحن نسمع ونفهم كلامه فقال سافرت مع أبي وأنا شاب من هذه البلاد إلى الحجاز في تجارة فلما بلغنا بعض أودية مكة وكان المطر قد ملأ الأودية بالسيل فرأيت غلاما أسمر اللون حسن الكون رائع الجمال وهو يرعى إبلا في تلك الأودية وقد حال السيل بينه وبين إبله وهو
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»