فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٤٠٤
* واها لغر خلا مما يكابده * مسهد الطرف صب القلب موجعه * * ظبي توهم نومي حيلة نصبت * لصيده فهو بالهجران يقطعه * * أجرى دما دمع عيني وهو مورده * وأسكن النار قلبي وهو مرتعه * * ويلاه من شرس الأخلاق يعذب لي * فيه العذاب ويحلو لي تمنعه * * وليلة بت أسقى من مراشفه * سلاف خمر ثناياه تشعشعه * * يرنو ويعلم أن الطرف يصرعني * وقد تيقنت أن السكر يصرعه * * حتى إذا أخذت منه الكئوس ثني * إلى جيدا يغير الظبي أتلعه * * وبات قلبي الذي ما زال يؤيسه * يسمو إلى غاية الآمال مطمعه * * ولان بعد شماس كنت أعهده * منه وأصغي إلى شكواي مسمعه * * ولا تسل كيف بت الليل من سهري * لما اطمأن بعيد النوم مضجعه * ولما تسلم الكامل دمياط وجاءوا الملوك إلى خدمته وهو بالمنصورة فجلس مجلسا عظيما ومد سماطا عظيما وأحضر ملوك الفرنج ووقف المعظم عيسى والأشرف موسى والملوك في خدمته فقام راجح الحلي بين السماطين وأنشد * هنيئا فإن السعد راح مخلدا * وقد أنجز الرحمن بالنصر موعدا * * حبانا إله العشر فتحا بدا لنا * مبينا وإنعاما وعزا مؤيدا * * تهلل وجه الدهر بعد قطوبه * وأصبح وجه الشرك بالظلم أسودا * * ولما طغى البحر الخضم بأهله الططغاة * وأضحى بالمراكب مزبدا * * أقام لهذا الدين من سل سيفه * صقيلا كما سل الحسام مجردا * * فلم ينج إلا كل شلو مجدل * ثوى منهم أو من تراه مقيدا * * ونادى لسان الكون في الأرض رافعا * عقيرته في الخافقين ومنشدا * * أعباد عيسى إن عيسى وحزبه * وموسى جميعا يخدمون محمدا * وله غير ذلك وشعره كله جيد وكانت وفاته بدمشق في شهور سنة سبع وعشرين وستمائة كما ذكرنا ودفن خارج باب الصغير جوار قبة القلندرية رحمه الله تعالى
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»