من عبد الملك بن مروان موضع وقال ابن ماكولا هو الشاعر الأعرج كوفي مشهور قال كان يأتي بشر ابن مروان فيقول له بشر أخمسمائة أحب إليك العام أم ألف في قابل فيقول ألف في قابل وإذا أتى إليه في قابل قال له ألف أحب إليك العام أم ألفان من قابل فيقول ألفان من قابل قال فلم يزل كذلك حتى مات بشر ولم يعطه شيئا وقال صاحب الأغاني كان أعرج أحدب لا تفارقه العصا فترك الوقوف بباب الملوك وكان يكتب على عصاه حاجته ويبعث بها مع رسوله فلا يحبس له رسول ولا تؤخر له حاجة فقال في ذلك يحيى بن نوفل * عصا حكم في الدار أول داخل * ونحن على الأبواب نقصى ونحجب * * وكانت عصا موسى لفرعون آية * فهذى لعمر الله أدهى وأعجب * * تطاع ولا تعصى ويحذر سخطها * ويرغب في المرضاة منها ويرهب * وشاعت هذه الأبيات بالكوفة وضحك منها الناس فكان الحكم يقول ليحيى يا ابن الزانية ما أردت من عصاي حتى صيرتها ضحكة واجتنب أن يكتب عليها كما كان يفعل أولا وكان له صديق أعمى يدعى أبا علية وكان ابن عبدل قد أقعد فخرجا ليلة من منزلهما إلى منزل بعض إخوانهما والحكم يحمل وأبو علية يقاد فلقيهما صاحب العسس بالكوفة وأخذهما فحبسهما فلما استقرا في الحبس نظر الحكم إلى عصاه موضوعة في الحبس بجنب عصا أبي علية فضحك الحكم وقال * حبسى وحبس أبي عليية * من أعاجيب الزمان * * أعمى يقاد ومقعد * لا الرجل منه ولا اليدان *
(٣٦٩)