فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٦٦
* حربا من صدوده وتجنيه * وإشماته بي الأعداء * * وإذا ما كتمت ما بي من الوجد * أذاعته مقلتاي بكاء * * كعطايا سبا بن أحمد يخفيها * فتزداد شهرة ونماء * * أريحي يهزه المدح للجود * وإن لم تمدحه جاد ابتداء * * ألمعي يكاد ينبيك عما * كان في الغيب فطنة وذكاء * * وإذا أخلف السماء بأرض * أخلفت راحتاه ذاك السماء * * بندى يخجل الغيوث انهمالا * وجدى ينهل الرماح الظماء * * ما أبالي إذ أحسن الدهر فيه * أحسن الدهر بالورى أم أساء * * أيها الطالب الغنى زره تظفر * بعطايا تخجل الأنواء * * تلق منه المهذب الماجد الندب * الكريم السميدع الأباء * * راحة في الندى تنيل نضارا * وحسام في الروع يهمي دماء * * إن سطا أرهب الضراغم في الآجام * أو جاد بخل الكرماء * * شيم من أبيه أحمد لاينفك * عنها تتبعا واقتفاء * * قد تعاطى في المجد شأوك قوم * عجزوا واحتملت فيه العناء * * شرفا شامخا ومجدا منيفا * عدمليا وعزة قعساء * * يا أبا حمير دعوتك للدهر * فكن إمرأ تجيب الدعاء * * فأبى البخل أن يكون أماما * وأبى الجود أن يكون وراء * * أنا أشكو إليك جور زمان * دأبه أن يعاند الأدباء * * أهملتني صروفه وكأنى * ألف الوصل ألغيت إلعاء * * مال عنى بما أؤمل فيه * كلما قلت سوف يأسو أساء * * رهن بيت لو استقر به اليربوع * لم يرضه له نافقاء * * نقصتني نقص المرخم حتى * خلتني في فم الزمان نداء * * منعتني من التصرف منع العلل * التسع صرفها الأسماء * * يا أبا حمير وحرمة إحسانك * عندي ما كان حبي رياء * * ما ظننت الزمان يبعدني عنك * إلى أن أفارق الأحياء *
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»