فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٧٤
أمرد تسأله أن يهبك طائرا فأدخلك السبار وناكك وأعطاك طائرا فشتمه الحاجب فقال ما أنت وذا بعثك برسالة فأبلغه الجواب فدخل الحاجب وهو مغضب فلما رآه بلال ضحك وقال ما قال لك قبحه الله فقال ما كنت لأخبر الأمير بما قال فقال يا هذا أنت رسول فأد الجواب فأبى فأقسم عليه فأخبره بقوله فضحك حتى فحص برجليه وقال قل له قد عرفنا العلامة فادخل فدخل فأكرمه وسمع مديحه وأحسن صلته وأراد بلال بقوله ابن من قول الشاعر فيه * أنت ابن بيض لعمري لست أنكره * فقد صدقت ولكن من أبو بيض * وقدم على مخلد بن المهلب وعنده الكميت فأنشده * أتيناك في حاجة فاقضها * وقل مرحبا يجب المرحب * * ولا لا تكلنا إلى معشر * متى وعدوا عدة يكذبوا * * فإنك في الفرع من أسرة * لهم خضع الشرق والمغرب * * بلغت لعشر مضت من سنيك * ما يبلغ السيد الأشيب * * فهمك فيه جسام الأمور * وهم لداتك أن يلعبوا * * وجدت فقلت ألا سائل * فيعطي ولا راغب يرغب * * فمنك العطية للسائلين * وممن ينوبك أن يطلبوا * فأمر له بمائة ألف درهم فأخذها وسأله عن حوائجه فأخبره فقضاها جميعا وأودع حمزة عند ناسك ثلاثين ألف درهم ومثلها عند رجل نباذ فأما الناسك فبنى بها داره وزوج بناته وأنفقها وجحده وأما النباذ فأدى إليه الأمانة في ماله فقال حمزة * ألا لا يغرك ذو سجدة * يظل بها دائما يخدع * * كأن بجبهته جلبة * تسبح طورا وتسترجع * * وما للتقى لزمت وجهه * ولكن ليغتر مستودع * * فلا تنفرن من أهل النبيذ * وإن قيل يشرب لا يقلع *
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»