* غير أني فدتك نفسي من السوء * وإن قل أن تكون فداء * * ضاع سعيى وخبت خابت أعاديك * ومن يبتغى لك الأسواء * * واحتملت الزمان والنقص والإبعاد * والذل والعنا والجفاء * * وتجملت واصطبرت فما أبقى * على عودى الزمان لحاء * * أعلى هذه المصيبة صبر * لا ولو كنت صخرة صماء * * ولو أني لم أعتمد دون غيري * لتأسيت أن أموت وفاء * * غير أن التصريح ليس بخاف * عند من كان يفهم الإيماء * * غير أنني مثن عليك وما لمت * على ما لقيت إلا القضاء * * وسيأتيك في البعاد وفي القررب * مديح يجمل الشعراء * * فبشكر رحلت عنك وألقاك * به إن قضى الإله لقاء * * ليس يبقى في الدهر غير ثناء * فاكتسب ما استطعت ذاك الثناء * وكانت وفاته سنة إحدى وثمانين وخمسمائة 139 الحسين بن مطيرالحسين بن مطير الأسدي تصغير مطر من فحول الشعراء مدح الدولتين وله مدائح في المهدي وتوفي في حدود السبعين ومائة قال صاحب الأغاني هو مولى بني سعد بن مالك من بني أسد وهو يذهب مذهب الأعراب وكان من ساكني زبالة ومن شعره * لقد كنت جلدا أن يوقد الهوى * على كبدي نارا بطيئا خمودها * * وقد كنت أرجو أن تموت صبابتي * إذا قدمت أيامها وعهودها * * فقد جعلت في حبة القلب والحشا * عهاد الهوى تولى بشوق يعيدها * * بسود نواصيها وحمر أكفها * وصفر تراقيها وبيض خدودها * * مخصرة الأوساط زانت عقودها * بأحسن مما زينتها عقودها *
(٣٦٧)