فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٦٣
تختلف فتسقط في صلة الكلام لا سيما مع اللام ولا تكون أولا بحال وإن تقدم همز فاستحال لأنه أدام الله علوه أحسن إلى ابتداء ونشر على من فضله رداء إخفاءه فكشف خفاءه ومن شرف الإحسان سقوط ذكره عن اللسان كالمفعول رفع رفع الفاعل الكامل لما حذف من الكلام ذكر العامل يهدي إليه سلاما ما الروض ضاحكه النوض غرس وحرس وسقى ووقى وغيث وصيب فأخذ من كل نو بنصيب زهاه الزهر وسقاه النهر جاور الأضا فحسن وأضا رتعت فيه الفور ومرح العصفور فاطلع من التمراد وقد ظفر بالمراد فنظر إلى أقاحيه تفتر في نواحيه وإلى البهار يضاحك شمس النهار فجعل يلثم من ورده خدودا ويهصر من أغصانه قدودا ويقتبس النار من الجلنار ويلتمس العقيق من الشقيق فغرد ثملا وغنى خفيفا ورملا بأطيب من نفحته المسكية وأعطر من رائحته الذكية مع أنى وإن أهديته في كل أوان عن أداء ما يجب على غير وان أعد نفسي السكيت اللاحق لما يجب على من الحق فعثرت وجهدت فما أثرت فأنا بحمد الله في حال خمول وقنوع وجناب عن غير الغير ممنوع فارقت المتوج بأزال ولزمت الخمول والاعتزال سعيى سعى الجاهد وعيشي عيش الزاهد ببلد الأديب فيه غريب والأريب كالمريب إن تكلم استثقل وإن سكت استقلل منازله كبيوت العناكب ومعيشته كعجالة الراكب فهو كما قال أبو تمام حيث قال * أرض الفلاحة لو أتاها جرول * أعنى الحطيئة لاغتدى حراثا * * لم آتها من أي باب جئتها * إلا حسبت بيوتها أجداثا * * تصدا بها الأفهام بعد صقالها * وترد ذكران العقول إناثا * * أرض خلعت اللهو خلعى خاتمي * فيها وطلقت السرور ثلاثا * وأما حال عبده بعد فراقه في الجلد فما حال أم تسعة من الولد ذكور كأنهم عقبان وكور اخترم منهم ثمانية وهي على التاسع حانية نادى النذير في البادية يا للعادية يا للعادية فلما سمعت الداعي ورأت الخيل وهي سواعي
(٣٦٣)
مفاتيح البحث: السكوت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»