فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٥٥
قال ابن الجوزي أخذوا منه ما مقداره ستة عشر ألف ألف دينار عينا وورقا وقماشا وخيلا وبقى له بعد المصادرة شيء كثير إلى الغاية من دور وقماش وأموال وبضائع وضياع قال أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي عن أبيه قال حدثني أبو الحسن أحمد بن محمد بن جعلان قال حدثني أبو علي أحمد بن الحسين بن عبد الله بن الجصاص الجوهري قال قال لي أبي كان بدء يساري أني كنت في دهليز حرم أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون وكنت وكيله في ابتياع الجوهر وغيره مما يحتاجون إليه وما كنت أفارق الدهليز لاختصاص به فخرجت إلى قهرمانة لهم في بعض الأيام ومعها عقد جوهر فيه مائتا حبة لم أر قبله أفخر ولا أحسن منه تساوي كل حبة منه مائة ألف دينار عندي قالت نحتاج أن تخرط هذه حتى تصغر فتجعل في آذان اللعب وفي قلائدهم فكدت أطير وأخذتها وقلت السمع والطاعة وخرجت في الحال مسرورا وجمعت التجار ولم أزل أشتري ما قرت عليه إلى أن جمعت مائة حبة أشكالا في النوع الذي طلبته وأرادته وجئت عشيا وقلت إن خرط هذا يحتاج إلى زمان وانتظار وقد خرطت اليوم ما قدرنا عليه وهو هذا ودفعت إليها المجتمع وقلت الباقي يخرط في أيام فقنعت بذلك وأعجبها الحب وخرجت فما زلت أياما في طلب الباقي حتى اجتمع فحملته إليهم وقامت علي المائتا حبة بدون المائة ألف درهم وأخذت لي غرفة كانت فيه فجعلتها مسكني وكان يلحقني من هذا أكثر مما يحصى حتى كثرت النعمة وانتهيت إلى ما استفاض خبره وحكى ابن الجصاص قال كنت يوم قبض علي المقتدر جالسا في داري وأنا ضيق الصدر وكانت عادتي إذا حصل لي مثل ذلك أن أخرج جواهر كانت عندي في درج معدة لمثل هذا من ياقوت أحمر وأصفر وأزرق وحبا كبارا ودرا
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»