فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٥٢
* قد كتمت الهوى بأبلغ جهدي * فبدا منه غير ما كنت أبدي * * وخلعت العذار إذ علم الناس * بأني إياك أصفى بودي * * فليقولوا بما أحبوا إذا كنت * وصولا ولم ترعني بصد * اتفق أنه وضع الرقعة تحت مصلاه وبلغ محمد بن الزيات خبرها فوجه إلى الحسن من شغله بالحديث وأمر من جاءه بتلك الورقة ففكها وقرأها وكتب فيها على لسان أبي تمام الطائي * ليت شعري عن ليت شعرك هذا * أبهزل تقوله أم بجد * * فلئن كنت في المقال مجدا * يابن وهب لقد تطرفت بعدي * * لا أحب الذي يلوم وإن كان * حريصا على صلاحي وزهدي * * بل أحب الأخ المشارك في الحبب * وإن لم يكن به مثل وجدي * * إن مولاي عند غيري ولولا * شؤم جدي لكان مولاي عبدي * وقال ضعوا الرقعة مكانها فلما رآها الحسن قال إنا لله افتضحنا عند الوزير وأعلم أبا تمام بما جرى ووجه إليه بالرقعة فلقيا محمد بن عبد الملك فقالا له إنما جعلنا هذين الغلامين سببا لمكاتبتنا بالأشعار فلا يظن بنا الوزير أعزه الله تعالى إلا خيرا فقال ومن يظن غير هذا بكما وكان هذا الكلام أشد عليهما ولما مات الحسن بن وهب رثاه البحتري بأبيات منها * أصاب الدهر دولة آل وهب * ونال الليل منهم والنهار * * أعارهم رداء العز حتى * تقاضاهم فردوا ما استعاروا * * وقد كانوا وجوههم بدور * لمختبط وأيديهم بحار *
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»