فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٢٩٨
109 جنكز خان جنكز خان طاغية التتار وملكهم الأول الذي خرب البلاد وقتل العباد ولم يكن للتتار قبله ذكر إنما كانوا ببادية الصين فملكوه عليهم وأطاعوه طاعة أصحاب نبي لنبيتهم وكان مبدأ ملكه سنة تسع وتسعين وخمسمائة واستولى على بخاري وسمرقند سنة ست عشرة واستولى على مدن خراسان سنة ثماني عشرة ولما رجع من حرب السلطان جلال الدين خوارزم شاه على نهر السند وصل إلى مدينة تنكث من بلاد الخطا فمرض بها ومات في رابع شهر رمضان سنة أربع وعشرين وستمائة فكانت أيام مملكته خمسا وعشرين سنة وكان اسمه قبل أنيلي الملك تمرحين ومات على دينهم وكفرهم وخلف من الأولاد ستة وفوض الأمر إلى أو كتاي أحدهم بعدما استشار الخمسة الباقين فلما هلك امتنع أو كتاي من الملك وقال في إخوتي وأعمامي من هو أكر مني فل يزالوا به بعد أربعين يوما حتى تملك عليهم ولقبوه القان الأعظم ومعناه الخليفة فيما قيل وبعث جنوده وفتح الفتوحات وطالت أيامه وولى بعده موتكوكا وهو القان الذي هولاكو من بعض مقدميه وولى بعده أخوه قبلاي وطالت أيام قبلاي وبقي في الأمر إلى سنة أربع وسبعمائة ومات بمدينة خان بالق يقال إنه لما كان السلطان خوارزم شاه يغزو هؤلاء التتار ويقتلهم ويسبى ذراريهم وأولادهم ويمنعهم من الخروج عن حدود بلادهم اجتمعوا التتار وشكوا ما يلاقوا من خوارزم شاه وما هم فيه من الضيق والبلاء فقال له مجنكز خان إن ملكتموني عليكم والتزمتم لي بالطاعة واتباع اليسق الذي أضع لكم شرعه رددت خوارزم شاه عنكم فالتزموا له بذلك وكان مما وضعه لهم أنه قال كل من أحب امرأة بنتا كانت أو غيرها
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»