يختلف إلى بعض سراريه فطرده وحج تلك السنة وشكا ولده إلى موسى بن جعفر الكاظم فقال له موسى إن كنت صادقا عليه فليس يموت حتى يفقد عقله وإن كنت قد تحققت ذلك عليه فلا تساكنه في منزلك ولا تطعمه شيئا من مالك في حياتك وأخرجه عن ميراثك وسأل الفقهاء عن حيلة تخرجه عن ميراثه فدلوه على الطريق في ذلك فأشهد عليه أبا يوسف القاضي فلما مات أبوه أحضر القاضي الوصي وسأل جعيفران عن نسبه وتركة أبيه وأقام بينة عدولا فأحضر الوصي بينة عدولا تشهد على أبيه بما كان احتال على منعه ميراثه فلم ير أبو يوسف ذلك وعزم على أن يورثه فقال الوصي أنا أدفع هذا عن الميراث بحجة واحدة فأبى أبو يوسف أن يسمع منه وجعيفران يقول قد ثبت عندك أمري فلا تدفعني فاستمهل الوصي إلى غد وكتب في رقعة خبره وما قاله موسى بن جعفر ودفعها لمن دفعها إلى القاضي فلما قرأها دعا الوصي فاستحلفه على ذلك فحلف باليمين الغموس فقال تعال غدا مع صاحبك فحضرا إليه فحكم أبو يوسف للوصي فلما أمضى الحكم وسوس جعيفران واختلط وكان إذا ثاب إليه عقله قال الشعر الجيد وعن عبد الله بن سليمان الكاتب عن أبيه قال كنت ليلة أشرف من سطح داري على دار جعيفران وهو فيها وحده وقد تحركت عليه السوداء وهو يدور في الدار طول ليله ويقول * طاف به طيف من الوسواس * نفر عنه لذة النعاس * * فما يرى يأنس بالأناس * ولا يلذ عرة الجلاس * * فهو غريب بين هذي الناس * ولم يزل يرددها حتى أصبح ثم سقط كأنه بقلة ذابلة وعنه قال غاب عنا أياما وجاءنا عريان والصبيان خلفه وهم يصيحون به يا جعيفران يا خرا في الدار فملا بلغ إلي وقف عندي وتفرقوا عنه فقال يا أبا عبد الله * رأيت الناس يدعوني * بمجنون على حال *
(٢٩٥)