وبايع بولاية العهد لولده المستنصر ثم أراد عزله وتولية أخيه المعتز لمحبته لأمه وكان يتهدده ويشتمه وبحط منزلته لأنه سأله النزول فأبى واتفق أن الترك انحرفوا عن المتوكل لأنه صادر وصيفا وبغا فاتفقوا مع المستنصر على قتل أبيه فدخلوا عليه في مجلس لهوه وقتلوه رآه بعضهم في النوم فقال له ما فعل الله بك قال غفر لي بقليل من السنة أحييتها ورثى أيضا كأنه بين يدي اله تعالى فقيل له ما تصنع ههنا قال أنتظر محمدا ابني أخاصمه إلى الله الحكيم الكريم العليم وقيل كان له أربعة آلاف سرية وطيء الجميع ودخل دمشق وعزم على المقام بها لأنها أعجبته ونقل دواوين الملك إليها وأمر بالبناء بها فغلت عليه الأسعار وحال الثلج بين السابلة والميرة فأقام بها شهرين وياما ثم رحل إلى سامرا وكان قد بنى بأرض داريا قصرا عظيما ووقعت من قلبه بالموافقة وكان المتوكل قد أمر في سنة ست وثلاثين ومائتين بهدم قبر الحسين رضي الله عنه وهدم ما حوله من الدور وأن يعمل مزارع ويحرث ومنع الناس من زيارته وبقى صحراء وكان معروفا بالنصب فتألم المسلمون لذلك وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان وهجاه الشعراء دعبل وغيره وفي تلك يقول يعقوب بن السكيت وقيل هي للبسامي * تالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما * * فلقد أتاه بنو أبيه بمثله * هذا لعمرك قبره مهدوما * * أسفوا على ألا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما * 104 ابن حنزابة جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات الوزير المحدث أبو الفضل بن حنزابة بكسر الحاء المهملة وسكون النون وبعدها
(٢٩٠)