المحدودة واجتمعنا في مجلس أنس وشربنا فلم نشعر إلا وشعر الزنج داخل علينا فملا رآه الغلام خجل واستوحش وهم بالخروج فمنعناه وكان بحضرتنا تفاح كثير أحمر والفتى يكثر شمه والعبث به والتنقل منه في أثناء شربه فجعل شعر الزنج يتأمل الغلام ثم قال * يا قمرا في سعد أبراجه * وبيت أحزاني وأتراحي * * ويا قضيبا ماثلا مائلا * أكثر في حبي له اللاحي * * أبصرته في مجلس ساعة * والليل في حلة أمساح * * في فتية كلهم سيد * صالت عليهم سطوة الراح * * يعض تفاحا بتفاحة * ويشرب الراح على الراح * فخجل الغلام واحمر فقال شعر الزنج عدة مقاطيع والغلام يزداد خجلا وتوريدا فقلنا لشعر الزنج يكفيك قد أخجلت الفتى فأومأنا إليه بالقيام على الوفق الذي كان بيننا فوثب وهو يبكي وانصرف وقد انهار الليل فلم نزل في ذكره بقية ليلتنا إلى الصباح رحمه الله تعالى وعفا عنه 98 المقتدر بالله جعفر بن محمد أبو الفضل المقتدر بالله أمير المؤمنين ابن المعتضد بن العباس بن أبي أحمد طلحة بن المتوكل بويع بعد أخيه المكتفي بالله سنة خمس وتسعين ومائتين وعمره ثلاث عشرة سنة ولم يل أمر الأمة قبله أصغر منه ولهذا انخرم النظام في أيامه وجرت تلك العظائم وخلع في أول خلافته وبويع عبد الله بن المعتز فلم يتم الأمر وقتل ابن المعتز وأعيد المقتدر إلى الخلافة ثم خلع في سنة سبع عشرة وكتب خطه لهم بالخلع نفسه وبايعوا أخاه القاهر بالله محمدا ثم أعيد بعد ثلاثة أيام وجددت له البيعة وكان ربعة جميل الوجه أبيض مشربا بحمرة قد عاجله الشيب بعارضيه وكان له يوم قتل ثمان وثلاثون سنة قال المحسن التنوخي كان جيد العقل صحيح الذهن ولكنه كان مؤثرا
(٢٨٤)