وكانت وفاة ابن قدامة في سنة ثمان وثلاثمائة رحمه الله تعالى 103 المتوكل العباسي جعفر بن محمد المتوكل على الله بن المعتصم بن الرشيد بويع له بالخلافة بعد موت أخيه هارون الواثق وذلك في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وقتل سنة سبع وأربعين ومائتين وكان أسمر مليح العينين نحيف الجسم خفيف العارضين إلى القصر أقرب وأمه أم ولد اسمها شجاع ولما استخلف أظهر السنة وتكلم بها في مجلسه وكتب إلى الآفاق برفع المحنة وإظهار السنة وبسط أهلها ونصرهم وقال إبراهيم بن محمد التيمي قاضي البصرة الخلفاء ثلاثة أبو بكر الصديق رضي الله عنه قاتل أهل الردة حتى استجابوا وعمر بن عبد العزيز رد مظالم بني أمية والمتوكل محا البدع وأظهر السنة وقال محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب إني جعلت دعائي في المشاهد كلها للمتوكل وذلك أن عمر بن عبد العزيز جاء الله به لرد المظالم وجاء بالمتوكل لرد الدين وقال يزيد المهلب يقال المتوكل يوما يا مهلبي إن الخلفاء كانت تغضب على الرعية لتطيعها وأنا ألين لهم لحبون ويطيعوني يقال إنه سلم عليه بالخلافة ثمانية كل منهم ابن خليفة منصور بن المهدي والعباس بن الهادي وأبو أحمد بن الرشيد وعبد الله بن الأمين وموسى بن المأمون وأحمد بن المعتصم ومحمد بن الواثق وابنه المستنصر بن المتوكل وكان جوادا ممدحا يقال ما أعطى خليفة ما أعطى المتوكل
(٢٨٩)