* ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة * فاغفر عليك سلام الله يا عمر * * أنت الإمام الذي من بعد صاحبه * ألقت إليك مقاليد النهى البشر * * لم يؤثروك بها إذ قدموك لها * لكن لأنفسهم كانت لك الأثر * فأخرجه وقال إياك وهجاء الناس قال إذن تموت عيالي جوعا هذا مكسبي ومنه معاشي قال إياك والمقذع قال وما لمقذع قال أن تخاير بين الناس فتقول فلان خير من فلان وآل فلان خير من آل فلان قال فأنت والله أهجى مني فقال عمر رضي الله عنه لولا أن تكون سنة لقطعت لسانه ولكن اذهب فأنت له يا زبرقان فألقى الزبرقان في رقبته عمامته واقتاده بها فعارضته غطفان وقالت له يا أبا شذرة إخوتك وبنو عمك فهبه لهم فوهبه لهم وقيل إن عمر لما أطلقه اشترى منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم ليؤكد الحجة عليه ولما حضرت الحطيئة الوفاة واجتمع إليه قومه فقالوا يا أبا مليكة أوص فقال ويل للشعراء من رواة السوء فقالوا له أوص يرحمك الله فقال من هو الذي يقول * إذا أنبض الرامون عنها ترنمت * ترنم ثكلى أوجعتها الجنائز * فقالوا أوص ويحك بما ينفعك فقال أبلغوا امرأ القيس أنه اشعر العرب حيث يقول * فيا لك من ليل كأن نجومه * بكل مغار الفتل شدت بيذبل * فقالوا اتق الله ودع عنك هذا فقال أبلغوا الأنصار أن شاعرهم أشعر العرب حيث يقول * يغشون حتى ما تهر كلابهم * لا يسألون عن السواد المقبل * فقالوا إن هذا لا يغني عنك شيئا فقل غير ما أنت فيه فقال
(٢٧٩)