إلى حصن كيفا يا مسلمين ما فيكم من يصطنعني فما أجابه أحد فتعلق بذيل الفارس أقطاي فما أجاره ونزل في البحر إلى حلقه فقتلوه وبقي ملقى على جانب النيل ثلاثة أيام حتى شفع فيه رسول الخليفة فواروه وكان الذي باشر قتله أربعة فملا قتل خطب على منابر الشام ومصر لأم خليل شجرة الدر ثم تسلطن الملك المعز أيبك التركماني وكان المعظم توران شاه قوى المشاركة في العلوم حسن البحث ذكيا قال ابن واصل لما دخل المعظم دمشق قام الشعراء فابتدأ العدل تاج الدين بن الدجاجية فقال * كيف كان القدوم من حصن كيفا * حين أرغمت للأعادي أنوفا * فأجابه المعظم في الوقت * الطريق الطريق يا ألف نحس * تارة آمنا وطورا مخوفا * وقال الصاحب جمال الدين بن مطروح يرثيه * يا بعيد الليل من سحره * دائما يبكي على قمره * * خل ذا واندب معي ملكا * ولت الدنيا على أثره * * كانت الدنيا تطيب لنا * بين باديه ومحتضره * * سلبته الملك أسرته * واستووا غدرا على سرره * * حسدوه حين فاتهم * في الشباب الغض من عمره * وفيه يقول نور الدين بن سعيد * ليت المعظم لم يسر من حصنه * يوما ولا وافى إلى أملاكه * * إن العناصر إذ رأته مكملا * حسدته فاجتمعت على إهلاكه * واتفق يوم خروجه من دمشق مطر عظيم فقال نور الدين بن سعيد * إن المعظم خير أملاك الورى * سرت به الدنيا وتعذر فيه * * أوما رأيت دمشق يوم قدومه * ضحكت ويوم وداعه تبكيه *
(٢٧٣)