يوجد في بغداد أكثر منها تفاحا فأتى إلى صاحب له ومعه تفاح كثير وقال أحب أن تهدي هذا التفاح إلى الغلام وتعمد المكتوب منه فنظر وإذا هو قد كتب على بعضه بياض لما كان في شجره من جملتها تفاحة حمراء مكتوب عليها ببياض * جودوا لمن هيمه * حبكم فهاما * * وصار ضوء يومه * من حزنه ظلاما * وكتب على أخرى * مهجة نفس أتتك مرتاحه * تشكو هواها بلفظ تفاحه * فأهدى ذلك التفاح إليه فملا قرأ ما عليه قام وقد خجل وصار شعر الزنج يختار أكبر التفاح ويكتب عليه الشعر ويحتال بصنوف الحيل في إيصاله إلى الغلام قال الحاكي فإني يوما لجالس أنا والغلام إذ اجتاز بنا بائع فاكهة جل ما معه تفاح فأجلسه الغلام وابتاع منه التفاح بما أراد دون مماكسة وسر الغلام يرخص التفاح وجعل يقلبه ويعجب من حسنه وإذا هو بتفاحة صفراء مكتوب عليها بالأحمر * تفاحة تخبر عن مهجة * أذابها الهجر وأضناها * * يابؤسها ماذا بها ويلها * أبعدها الحب وأقصاها * ففطن حينئذ وغالطني وقال ما ترى ما يكتبون الناس على التفاح طلبا للمعاش فتغافلت عنه وكان شعر الزنج قد دفع التفاح إلى البائع وقال له تلطف في إيصاله إلى الغلام وبعه إياه بما أراد ثم إن شعر الزنج أهدى إلى يوما تفاحا كثيرا أحمر كالشقائق وأبيض كالفضة وأصفر كالذهب منه ما كتب عليه ببياض في حمرة وبحمرة في بياض وعلى أحدها
(٢٨٢)