الطريق ورمى الأخشاب فيها وأحمال التبن وقال للناس إن غريم السلطان يعبر الساعة عليكم فلا تمكنوه وركب الأمراء واجتمعوا على باب النصر هذا كله وهو في غفلة عما يرا به ينتظر ورود طاجار الدوادار وكان قد خرج ذلك النهار إلى القصر الذي بناه في القطائع فتوجه إليه الأمير سيف الدين قرشي وعرفه بوصول طشتمر فبهت لذلك وسقط في يده وقال ما العمل قال تدخل إلى دار السعادة فحضر ودخل إلى دار السعادة وغلقت أبواب المدينة وأراد اللبس والمحاربة ثم علم أن الناس ينهبون ويعمل السيف في البلد فآثر إخماد الفتنة وألا يجرد سلاحا فجهز إلى الأمير سيف الدين طشتمر وقال له في أي شيء جئت قال أنا جئتك رسولا من عند أستاذك فإن خرجت إلي قلت لك ما قال لي وإن راحت إلى مطلع الشمس تبعتك ولا أرجع إلا أن مات أحدثنا فخرج إليهم واستسلم وأخذ سيفه وقيد خلف مسجد القدم وجهز إلى السلطان وجهز معه الأمير ركن الدين بيبرس السلاحدار ثالث عشرين ذي الحجة سنة أربعين وسبعمائة وتأسف أهل دمشق عليه ويا طول أسفهم فسبحان مزيل النعم الذي لا يزول ملكه ولا يتغير عزه ولا تطرأ عليه الحوادث واحتيط على حواصله وأودع طغاي وجنغاي مملوكاه في القلعة وبعد مدة يسيرة حضر الأمير سيف بشتاك وطاجار الدوادار والحاج أرقطاي وتتمة عشرة أمراء ونزلوا القصر الأبليق وحال وصولهم حلفوا الأمراء وشرعوا في عرض حواصله وأخرجوا ذخائره وودائعه وتوجه بشتاق إلى مصر ومعه من ماله ثلاثمائة ألف وستة وثلاثون ألف دينار مصرية وألف دينار مصرية وألف ألف وخمسمائة ألف درهم وجواهر وبلخش وأقطاع مثمنة ولؤلؤ غريب الحب وطرز زركش وكلوتات زركش وحوائص ذهب بحامات مرصعة وأطلس وغيره من القماش ما كان جملته ثمانمائة حمل وأقام بعده برسبغا وتوجه في أثره بعد ما استخلص من الناس ومن بقايا أموال تنكز ومعه أربعون
(٢٦٥)