وعلى الأملاك والقرى وهو نازل على الشقيف قال له القاضي شمس الدين ابن عطا الحنفي هذا ما يحل ولا يجوز لأحد أن يتحدث فيه وقام مغضبا وتوقف الحال وصقعت البساتين تلك السنة وعدمت الثمار جملة كافية فقال في ذلك مجد الدين بن سحنون خطيب النيرب رحمه الله * واها لأعطاف الغصون وما الذي * صنعته أيدي البرد في أثوابها * * صبغت خمائلها الصبا وكأنها * قد ألبست أسفا على أربابها * وقال نور الدين بن مصعب * لهفي على حلل الغصون تبدلت * من بعد خضرة لونها بسواد * * وأظنها حزنت لفرقة أهلها * فلذاك قد لبست ثياب حداد * وظن الناس أن السلطان يرحمهم لذلك فلما أراد التوجه إلى مصر أحضر العلماء وأخرج فتاوى الحنفية باستحقاقها بحكم أن دمشق فتحها عمر بن الخطاب رضي الله عنه عنوة ثم قال من كان معه كتاب عتيق أجريناه وغلا فنحن فتحنا هذه البلاد بسيوفنا ثم قرر عليهم ألف ألف درهم فسألوه تقسيطها فأبى وتمادى الحال فعجلوا له أربعمائة ألف درهم بواسطة فخر الدين الأتابك وزير الصحبة ثم اسقط الباقي عنهم بتوقيع قرىء على المنبر رحمه الله تعالى
(٢٦١)