ويبني عليه فهلك بذلك أناس ولا يقدر أحد من مهابته يوضح له الصواب ولا يقول له الحق فيما يفعله وكان إذا غضب لا سبيل له إلى الرضا ولا العفو وإذا بطش بطش بطش الجبارين ويكون الذنب يسيرا فلا يزال يكبره ويزيده ويوسعه إلى أن يخرج فيه عن الحد وكان الشيخ حسن بن دمرتاش قد أهمه أمره وخافه فيقال إنه نم عليه عند السلطان وقال له إنه قص الحضور إلى عندي والمخامرة عليك فتنكر السلطان وكان في ذلك الأيام قد عزم السلطان على أن يجهز الأمير بشتاك ويلبغا اليحياوي وعشرين أميرا من الخاصكية ليحضروا عرس أولاده ويجهز معهم بنات السلطان فبعث يقول يا خوند إيش الفايدة في حضور هؤلاء الأمراء الكبار إلى دمشق والبلاد الساحلية في هذا العام ممحلة ويحتاج العسكر إلى كلفة كثيرة أنا أحضر بأولادي إلى الباب ويكون الدخول هناك فجهز إليه السلطان طاجار الدوادار وقال له السلطان يسلم عليك ويقول لك إنه ما بقي يطلبك إلى مصر ولا يجهز إليك أميرا كبيرا حتى لاتتوهم فقال تنكز أنا أتوجه بأولادي إليه فقال طاجار لو وصلت إلى بلبيس ردك وأنا أكفيك هذا المهم وبعد ثمانية أيام أكون عندك بتقليد جديد وإنعام جديد فلبثه بهذا الكلام ولو كان توجه إلى السلطان كان خيرا له ولكن * (ليقضى الله أمرا كان مفعلوا) * وكان أهل دمشق في تلك المدة قد أرجفوا بأنه قد عزم على التوجه إلى بلاد التتار فوقع هذا الكلام في سمع طاجار الدوادار وكان قد عامله تنكز في هذه المرة معاملة لا تليق به فتوجه من عنده مغضبا وكأنه حرف الكلام والله أعلم فتغير السلطان تغيرا عظيما وجرد عشرة آلاف فارس من مصر وجهز بريدي إلى الأمير طشتمر حمص أخضر نائب صفد وأمره بالتوجه إلى دمشق لمسك تنكز وكتب إلى الحاجب وإلى الأمير سيف الدين قطلوبغا الفخري وإلى الأمراء بالقبض عليه وقال إن قدرتم على تعويقه فهو المراد والعساكر تصل إليكم من مصر فوصل الأمير سيف الدين طشتمر الظهر إلى المزة وجهز إلى الأمير سيف الدين الفخري وكان دواداره قد وصل بكرة النهار واجتمع بالأمراء فاتفقوا وتوجه اللمش الحاجب إلى القابون ووعر
(٢٦٤)